استقبل الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي، اليوم الخميس، وزير الشؤون الداخلية بجمهورية كازاخستان، الفريق إرجان سادينوف، في مقر وزارة الداخلية بالرياض. ركز اللقاء على بحث آفاق تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول قضايا ذات أهمية مشتركة، وذلك في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع المملكة وكازاخستان. يهدف هذا الاجتماع إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية في المجالات الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة.
يأتي هذا اللقاء في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه المنطقة والعالم، بما في ذلك التهديدات الإرهابية والجرائم السيبرانية. وتحرص المملكة العربية السعودية وكازاخستان على تبادل الخبرات والمعلومات لمواجهة هذه التحديات بفعالية. الاجتماع حضره عدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية السعودية، بالإضافة إلى السفير الكازاخستاني لدى المملكة.
تعزيز التعاون الأمني بين السعودية وكازاخستان
أكد الجانبان السعودي والكازاخستاني على أهمية تعزيز التعاون الأمني في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وغسيل الأموال، والاتجار بالبشر. وتشمل هذه الجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنظيم الدورات التدريبية المشتركة، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية.
مجالات التعاون الرئيسية
تتضمن مجالات التعاون الأمني بين البلدين عدة جوانب رئيسية، وفقًا لما ذكره بيان وزارة الداخلية. من بين هذه المجالات:
• مكافحة الإرهاب وتطرف: تبادل الخبرات في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتجفيف مصادر تمويلها.
• الأمن السيبراني: التعاون في حماية البنية التحتية الرقمية لكلا البلدين من الهجمات السيبرانية.
• مكافحة الجريمة المنظمة: تنسيق الجهود لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما في ذلك تهريب المخدرات والأسلحة.
• تبادل المعلومات الاستخباراتية: تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات الأمنية المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون القضائي في مجال مكافحة الجريمة وتسليم المجرمين. ويعتبر هذا الجانب ضروريًا لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم. كما تم التطرق إلى أهمية تطوير آليات التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة في كلا البلدين.
يأتي هذا اللقاء في سياق الجهود الدبلوماسية المتواصلة بين الرياض ونور سلطان، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات. وتشهد العلاقات السعودية الكازاخستانية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. وتشمل هذه العلاقات مجالات اقتصادية وثقافية بالإضافة إلى الجوانب الأمنية.
وشدد وزير الداخلية السعودي على حرص المملكة على تطوير العلاقات الثنائية مع كازاخستان في جميع المجالات، مؤكدًا على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة. من جانبه، أعرب وزير الشؤون الداخلية الكازاخستاني عن تقديره للدعم الذي تقدمه المملكة لبلاده في مختلف المجالات، مشيدًا بالدور القيادي للمملكة في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن هذا الاجتماع قد يمهد الطريق لتوقيع اتفاقيات تعاون أمني جديدة بين البلدين، بالإضافة إلى تفعيل الآليات القائمة. كما من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب زيادة في تبادل الزيارات بين المسؤولين الأمنيين في كلا البلدين.
من الجانب الكازاخستاني، حضر اللقاء كل من ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة، وساكين سارسينوف، نائب وزير الشؤون الداخلية، وطلعت أبيلما جينوف، رئيس أركان وزارة الداخلية. بينما ضم الوفد السعودي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عيّاف، نائب وزير الداخلية المكلَّف، والدكتور خالد بن محمد البتال، وكيل وزارة الداخلية، والفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام، واللواء محمد بن سعيد القرني، مدير عام مكافحة المخدرات، واللواء خالد بن إبراهيم العروان، مدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث، وأحمد بن سليمان العيسى، مدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي.
من المتوقع أن تعلن وزارة الداخلية السعودية عن تفاصيل إضافية حول نتائج الاجتماع في الأيام القادمة. وسيكون من المهم متابعة الخطوات التنفيذية التي ستتخذ لتفعيل مجالات التعاون الأمني التي تم الاتفاق عليها. كما يجب مراقبة التطورات الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على هذه الشراكة الاستراتيجية.
وفيما يتعلق بـ مكافحة الجريمة، من المرجح أن يشهد التعاون بين البلدين تركيزًا أكبر على تبادل المعلومات الاستخباراتية حول حركة الأموال المشبوهة والشبكات الإجرامية العابرة للحدود. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تطوير برامج تدريبية مشتركة لرفع كفاءة الكوادر الأمنية في كلا البلدين.
