وزير الصحة: الكويت أطلقت برنامج زراعة الكلى منذ عقود ومؤخرا القلب وقريبا الكبد والرئة

أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن استضافة البلاد للمؤتمر التاسع عشر للجمعية الآسيوية لـزراعة الأعضاء، والذي يمثل خطوة مهمة في تطوير الخدمات الطبية المتخصصة في هذا المجال. يأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه الكويت تقدماً ملحوظاً في برامجها الخاصة بزراعة الأعضاء، بما في ذلك الكلى والقلب، مع خطط لتوسيع نطاق هذه الخدمات لتشمل زراعة الكبد والرئة في المستقبل القريب.
افتتح وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين من 28 دولة حول العالم. وتستضيف الكويت هذا الحدث للمرة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعكس مكانتها المتنامية كمركز إقليمي للرعاية الصحية المتقدمة.
تطور برامج زراعة الأعضاء في الكويت
أكد الدكتور العوضي أن دولة الكويت كانت من أوائل الدول في المنطقة التي أدركت أهمية زراعة الأعضاء، حيث بدأت رحلة زراعة الكلى منذ عقود. وقد شهدت البرامج الطبية تطوراً مستمراً، مما أدى إلى إطلاق برنامج زراعة القلب مؤخراً، والاستعداد لتفعيل زراعة الكبد والرئة خلال الأشهر المقبلة. هذا التوسع يعكس التزام الوزارة بتوفير أحدث العلاجات للمرضى.
أهمية الاستثمار في زراعة الأعضاء
شدد وزير الصحة على أن دعم برنامج زراعة الأعضاء يمثل استثماراً في الحياة ذاتها. وأضاف أن هذه العملية ليست مجرد تقنية طبية متقدمة، بل هي نقطة تحول للمرضى، حيث تعيد لهم الأمل والطاقة والقدرة على الحياة بعد المعاناة. كما أشار إلى أن المنطقة تحتاج بشكل متزايد إلى خدمات زراعة الأعضاء.
وبحسب تصريحات الوزير، فإن الحاجة المتزايدة لا تتعلق بقدرات الأطباء الكويتيين، بل بالعوامل التشريعية والثقافية والتنظيمية. لذلك، هناك تركيز على تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير الأطر الداعمة لضمان توفير فرص جديدة للمرضى الذين ينتظرون عمليات الزرع.
أفادت وزارة الصحة بأنها تلتزم بتوفير الميزانيات اللازمة لدعم هذا المجال، مشيرة إلى القرار الوزاري رقم 371 لسنة 2023، بالإضافة إلى دعم مجلس الوزراء من خلال القرار رقم 677 لسنة 1999 وتعديلاته. وتسعى الوزارة إلى تطوير القدرات الوطنية من خلال التدريب والبحث العلمي، والتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية، مثل مذكرة التفاهم الموقعة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
التحديات والفرص في آسيا والشرق الأوسط
من جانبه، قال رئيس المؤتمر الدكتور مصطفى الموسوي إن الجمعية الآسيوية لـزراعة الأعضاء تمثل أكبر قارات العالم، حيث يوجد طلب كبير على خدمات زراعة الأعضاء لإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء المزمن. وأشار إلى أن آسيا تحقق أداءً جيداً في زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء، إلا أن التبرع من المتوفين لا يزال متأخراً مقارنة بالدول الغربية.
وأوضح الدكتور الموسوي أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة طرق التعامل مع نقص الأعضاء، وتقديم أحدث المعارف في جميع مجالات زراعة الأعضاء، وخاصة لأخصائيي زراعة الأعضاء الشباب. ويتضمن المؤتمر أكثر من 300 محاضرة وورشة علمية.
رئيسة الجمعية، الدكتورة ماجي ما، أكدت أن قارة آسيا تزخر بإمكانات هائلة للتقدم في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها، مشيرة إلى أن أرقام التبرعات والزراعة في آسيا تجاوزت حالياً تلك المسجلة في أوروبا والأمريكتين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، مثل انخفاض معدلات التبرع والاعتماد الكبير على التبرع من الأحياء.
شدد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الدكتور تركي العتيبي، على التزام دولة الكويت بتعزيز برنامج التبرع بالأعضاء لدى المتوفين والتوسع في خدمات زراعة الأعضاء المتعددة. كما أكد على أهمية تدريب الجيل القادم والاستثمار في الابتكار وبناء سجلات وطنية وإقليمية.
يذكر أن الكويت كانت من الدول الرائدة في مجال زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط منذ إجراء أول عملية زراعة كلى في عام 1979، وأنها أنشأت برنامجا وطنيا للتبرع بالأعضاء من المتوفين.
يشهد المؤتمر حضور ما يقرب من 700 مشارك و100 متحدث من مختلف أنحاء العالم، ويسلط الضوء على أحدث التطورات في زراعة الكلى والكبد والقلب والرئتين، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية. كما يناقش المؤتمر الجوانب الدينية والأخلاقية المتعلقة بـالتبرع بالأعضاء.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة الكويتية في جهودها لتطوير برامج زراعة الأعضاء، مع التركيز على زيادة الوعي بأهمية التبرع من المتوفين. وستراقب الوزارة عن كثب نتائج المؤتمر، بهدف تطبيق التوصيات والممارسات الجديدة لتحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.





