رحل كل من أليس وإيلين كيسلر، الثنائي الفني الألماني الشهير الذي أثرى المشهد الترفيهي لعقود، عن عمر يناهز 89 عامًا. وقد اختارت الشقيقتان، اللتان لمعتا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إنهاء حياتهما بمساعدة طبية في منزلهما بالقرب من ميونخ، وفقًا لما ذكرته صحيفة بيلد الألمانية. هذا الحدث يمثل نهاية حقبة في تاريخ الفن الألماني والأوروبي، ويترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيهما.
أكدت صحيفة بيلد أن التوأمتين اتخذتا هذا القرار المشترك، مستندتين إلى قوانين المساعدة على الموت الرحيم في ألمانيا. وقد تم تنفيذ رغبتهما في شقتهما ببلدة غرونوالد، حيث عاشتا معًا لسنوات طويلة. هذا القرار أثار ردود فعل متباينة، لكنه يعكس احترامًا لحقهما في تقرير مصيرهما.
بدايات مبكرة ومسيرة أليس وإيلين كيسلر الفنية
ولدت أليس وإيلين كيسلر عام 1936 في نيرخاو بألمانيا، وبدأت موهبتهما بالظهور في سن مبكرة من خلال عروضهما على مسرح أوبرا لايبزيغ. سرعان ما اكتسبتا شعبية كبيرة بفضل أدائهما المتقن وتناغمهما الفريد، مما جعلهما من أبرز الوجوه في عالم الغناء والرقص.
لم تقتصر شهرتهما على ألمانيا، بل امتدت إلى أوروبا والولايات المتحدة، حيث شاركتا المسرح مع عمالقة الفن مثل فريد أستير، وشاركتا في جولات فنية ناجحة. هذا التعاون عزز مكانتهما كفنانتين عالميتين، وفتح أمامهما أبوابًا جديدة للنجاح.
النجاح في إيطاليا والظهور التلفزيوني
في الستينيات، حققتا نجاحًا باهرًا في إيطاليا، حيث أصبحتا ظاهرة جماهيرية بعد مشاركتهما في برامج تلفزيونية بارزة مثل “جاردينو دي إينفيرنو” و”أستوديو أونو”. هذه البرامج ساهمت في تعريفهما بجمهور أوسع، وزادت من شعبيتهما في إيطاليا وخارجها.
لم يتوقف نجاحهما عند التلفزيون، بل امتد إلى برامج أخرى مثل “ذا ريد سكيليتون شو” و”ذا دين مارتن شو” و”ذي إيد سوليفان شو”، مما عزز مكانتهما في المشهد الترفيهي الأمريكي. هذه المشاركات أكدت موهبتهما وقدرتهما على التكيف مع مختلف أنواع العروض.
إرث فني وثنائي فريد
تميزت مسيرة أليس وإيلين كيسلر بالعمل الجماعي والتناغم الفني، حيث كانتا تقدمان عروضًا متكاملة تعتمد على التناغم بينهما. وقد أكدتا في مقابلات سابقة أنهما لم تشعرا بالمنافسة بينهما، بل كانتا تعملان كفريق واحد لتحقيق النجاح.
وقد وصفتهما صحيفة بيلد بأنهما “حالة خاصة”، حيث كانتا توأمتين تعملان معًا في مجال الفن، مما جعلهما فريدتين من نوعهما. هذا التناغم والتعاون كانا من أهم عوامل نجاحهما، وساهم في بناء إرث فني مميز.
بالإضافة إلى ذلك، عملت الشقيقتان مع مجموعة من أبرز فناني عصرهما، مما أتاح لهما فرصة التعلم والتطور، وتقديم عروض أكثر إبداعًا. هذا التعاون ساهم في إثراء مسيرتهما الفنية، وترك بصمة واضحة في عالم الترفيه.
في أبريل 2024، كشفت الشقيقتان عن رغبتهما في أن تُدفنا معًا في جرة واحدة، إلى جانب رفات والدتهما وكلبهما “يلو”، وهو ما تم تنفيذه بالفعل. هذا يعكس عمق العلاقة بينهما وبين عائلتهما.
من المتوقع أن يشهد عالم الفن الأوروبي والألماني إحياءً لذكرى أليس وإيلين كيسلر من خلال عروض خاصة ومهرجانات تكريمية. كما من المرجح أن يتم إصدار كتب وأفلام وثائقية تحكي عن حياتهما ومسيرتهما الفنية. يبقى مستقبل إحياء أعمالهما الفنية غير واضح، لكن من المؤكد أن إرثهما سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.
