وفد حماس يختتم زيارة لبغداد بحثت الوضع الإنساني في غزة

اختتم وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، ناقش خلالها مع مسؤولين عراقيين تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وسبل دعم جهود وقف إطلاق النار. تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مما يجعل البحث عن حلول دبلوماسية أمرًا بالغ الأهمية. وتعتبر هذه التحركات جزءًا من الجهود الأوسع نطاقًا لتهدئة الوضع المتدهور في غزة.
وأفادت حماس في بيان رسمي بأن الوفد أنهى محادثاته في بغداد، والتي استمرت لعدة أيام، وشملت لقاءات مع شخصيات سياسية بارزة، من بينها رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. ركزت المناقشات على التحديات السياسية والميدانية الراهنة، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق الاستقرار. لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول مدة الزيارة أو جدول أعمالها الكامل.
الوضع في غزة: تحديات وقف إطلاق النار والوضع الإنساني
ترأس الوفد القيادي أسامة حمدان، وضم المستشار الإعلامي لرئيس الحركة طاهر النونو. وبحسب البيان، فإن المحادثات ركزت بشكل خاص على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقييم مدى التزامه من قبل جميع الأطراف. كما ناقش الوفد التطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة، وسبل التعامل معها بما يحافظ على المصالح الفلسطينية.
وقدم الوفد عرضًا مفصلًا حول الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، والتي تدهورت بشكل كبير نتيجة للعمليات العسكرية. أشاروا إلى الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية، ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء. كما سلطوا الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة في الضفة الغربية والقدس، والظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، وفقًا لما ورد في البيان.
وشدد الوفد على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية لوقف التصعيد، وحماية المدنيين الفلسطينيين. وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد للانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون قيود. كما أكدوا على أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات.
تأثير التصعيد على عملية السلام
وأعربت حماس عن قلقها إزاء تصاعد الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تتضمن هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات. ترى الحركة أن هذه السياسات تقوض بشكل خطير فرص تحقيق حل الدولتين، الذي يعتبر أساسًا لسلام عادل ودائم. وحذرت من أن استمرار هذه الإجراءات قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع، وتصعيد العنف.
وشدد وفد حماس على أهمية استمرار الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني، حتى يتمكن من استعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس. كما أكدوا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الحوار بين جميع الفصائل.
يأتي هذا في سياق الحرب التي بدأت في 8 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية في غزة. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد تجاوز عدد الشهداء 70 ألفًا، فيما أصيب أكثر من 171 ألفًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. تسببت الحرب أيضًا في نزوح جماعي للسكان، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
ورغم دخول هدنة مؤقتة حيز التنفيذ في 10 مايو، إلا أن تقارير تشير إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، مما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين. وتشير هذه الخروقات إلى هشاشة الهدنة، واحتمال عودة العنف في أي لحظة.
وفي الضفة الغربية، تصاعدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بما في ذلك في القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، فقد استشهد أكثر من 1102 فلسطيني، وأصيب حوالي 11 ألفًا، وتم اعتقال ما يزيد عن 21 ألفًا آخرين. تثير هذه التطورات مخاوف بشأن مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من المتوقع أن تستأنف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، برعاية مصر وقطر، في الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الطرفين حول القضايا الرئيسية، مثل تبادل الأسرى والضمانات الأمنية. يبقى الوضع في غزة والمنطقة برمتها غير مستقر، ويتطلب مراقبة دقيقة وتدخلًا دوليًا عاجلاً.




