معرض الكويت للكتاب يُسلّط الضوء على مسيرة شخصية دورته الـ 48 محمد بن الزبير تقديراً لإسهاماته الثقافية

سلط معرض الكويت الدولي الـ 48 للكتاب الضوء على مسيرة محمد بن الزبير، مستشار سلطان عمان لشؤون التخطيط الاقتصادي المتقاعد ومؤسس “مؤسسة بيت الزبير”، وذلك تكريماً لمساهماته الكبيرة في إثراء المشهد الثقافي العربي. وقد أقيمت جلسة خاصة في المعرض احتفاءً بـمحمد بن الزبير، استعرضت محطات حياته وإنجازاته، مع التركيز على دوره المحوري في تطوير الثقافة العمانية.

تكريم محمد بن الزبير في معرض الكويت الدولي للكتاب

جاء تكريم محمد بن الزبير خلال فعاليات المعرض الذي انطلق في 15 نوفمبر ويستمر حتى 25 نوفمبر 2023، تقديراً لعطائه الثقافي والفني الذي امتد لعقود. ويعتبر بن الزبير شخصية بارزة في سلطنة عمان، حيث شغل مناصب قيادية هامة ساهمت في بناء الدولة وتطويرها. تم اختياره كشخصية الدورة الحالية للمعرض لما يمثله من قيمة ثقافية واقتصادية.

المحطات الرئيسية في مسيرة محمد بن الزبير

تحدث المشاركون في الجلسة عن مسيرة بن الزبير الغنية بالتجارب والإنجازات. فقد شغل منصب أول وزير للتجارة والصناعة في سلطنة عمان عام 1974، كما ترأس اللجنة التأسيسية لغرفة تجارة وصناعة عمان، ولعب دوراً محورياً في صياغة السياسات الاقتصادية والتجارية للبلاد، وفقاً لما ذكره طايع جندل، مدير مكتب وزير التجارة والصناعة السابق.

كما شغل منصب مستشار لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد لشؤون التخطيط الاقتصادي، وساهم بشكل كبير في تطوير الخطط الاستراتيجية للدولة. بالإضافة إلى ذلك، تولى رئاسة جامعة السلطان قابوس في الفترة بين 1997 و 2001. و أشار الإعلامي أحمد الكلباني إلى هذه المناصب خلال تقديمه لسيرة بن الزبير.

“مؤسسة بيت الزبير” ودورها الثقافي

تعتبر “مؤسسة بيت الزبير”، التي أسسها محمد بن الزبير، من أهم المؤسسات الثقافية في سلطنة عمان. وقد تطورت المؤسسة من مشروع صغير إلى صرح ثقافي يضم متحفاً ومكتبة ومركزاً للبحث والتدريب، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام. و صرح الدكتور عبدالمنعم الحسيني، وزير الإعلام السابق، بأن المؤسسة أصبحت نقطة التقاء لجميع الأطياف الثقافية في عمان.

وشدد الدكتور محمد الشحي، المدير العام السابق للمؤسسة، على أن “بيت الزبير” لم يهدف إلى تجميد الذاكرة، بل إلى إحيائها وتقديمها للأجيال القادمة من خلال المعارض والبرامج الثقافية. وأضافت الدكتورة منى السليمية، المدير العام الحالي للمؤسسة، أن بن الزبير يتميز بقدرته على تبني الأشخاص والأفكار ورعايتها بما يضمن نجاحها، وهذا ما ساهم في تطور المؤسسة وازدهارها.

إصدارات محمد بن الزبير وأحدثها

يتميز محمد بن الزبير بإنتاجه الأدبي الغزير، حيث يضم رصيده 20 إصداراً في مجالات متنوعة. و قد شهد المعرض إطلاق كتابه الأحدث “أوراق لن تسقط من الشجرة.. مذكرات طالب عماني في مدارس الكويت 1954- 1961″، والذي يروي فيه ذكرياته كطالب في الكويت، و تلقى الكتاب إقبالاً كبيراً من قبل الحضور، حيث قام بن الزبير بتوقيع نسخ منه وإهدائها للمعنيين والمتخصصين في التراث العماني والأدب العربي.

وخلال حفل التكريم، ألقى الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، كلمة ثمن فيها مسيرة بن الزبير ودوره في دعم الثقافة العربية. كما قدمت عائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس، درعاً تذكارية له.

من المتوقع أن يشهد معرض الكويت الدولي للكتاب المزيد من الفعاليات التي تحتفي بالشخصيات الثقافية البارزة، وأن يسهم في تعزيز الروابط بين المثقفين والأدباء في المنطقة. وسيستمر المعرض في استقبال زواره حتى 25 نوفمبر، و يمثل بن الزبير نموذجاً يحتذى به في خدمة الثقافة و المجتمع.