Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

وكأننا في حلم!

أن تحلم فذلك أمر طبيعي ومشروع، فالإنسان كائن اجتماعي مثلما هو كائن حالم كذلك، وقد تكون هذه واحدة من الصفات التي يتفرد بها دون سواه من المخلوقات، أن يحلم، ويستعيد حلمه ويبحث له عن تفسير، وربما تعلق بحلمه وسعى لتحقيقه، كما فعل بطل رواية (الخيميائي). والحقيقة فإن ما نراه ليس سوى تفريغ لما نحياه ونعانيه، ولا يمنع أن يحمل دلالات ورموزاً، لكنه في كثير منه ليس سوى أضغاث أحلام، تتبخر مع أشعة شمس نهار الحالم.

يحضرني فيما يخص الأحلام رواية «أحلام فترة النقاهة» للروائي نجيب محفوظ، ورواية «منامات عم أحمد السماك» للروائي خيري شلبي، وهما من أجمل وأطرف الروايات التي قرأتها حول الأحلام، وكيف تأخذ طريقها إلى دنيا الحقيقة لتصبح جزءاً من يوميات أصحابها.

لكن ماذا عن أحلام الواقع لا أحلام المنامات؟ ألم يردد أحدهم أمامك ذات يوم هذه العبارة (ما يحدث ولا في الأحلام)؟ لقد سمعنا جميعاً هذه العبارات الدالة على الدهشة والتعجب واستحضار المحال والممكن ليكون المحال ممكناً أمام الواقع الذي لا يصدق وكأننا في حلم، فالحلم هو الذي لا يتحقق حسب تصورنا!

لذلك إذا وجدت نفسك وجهاً لوجه أمام شخص حلمت كثيراً بلقائه لكنك فقدت كل أمل في ذلك، تساءلت غير مصدق: أأنا في حلم أم في علم؟ ومع ذلك فقد تحول واقعنا في بعض مساراته إلى ما هو أكثر دهشة وغرائبية من الأحلام نفسها!

لطالما حلم الكثيرون وسعوا لتحقيق أمور لا يمكن أن تتحقق، لأن الواقع والمنطق لا يتسعان لكل حلم، مثلما يحلم شخص بإعادة الإناء المكسور لسابق عهده، أو جمع اللبن المسكوب من على الأرض، أو جمع الشرق والغرب في اتحاد سياسي أو ثقافي، رغم الفوارق والمسافات والتاريخ الضارب في عمق الخلافات والصراعات. إن الشرق والغرب يمكنهما أن يتعاونا، أو يلتقيا في بعض النقاط، لكن يظل الشرق شرقاً والغرب غرباً، ولن يلتقيا أبداً، حسب مقولة الشاعر البريطاني روديارد كيبلينغ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى