وكيل الحرس الوطني استقبل وفد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي

استقبل وكيل الحرس الوطني السعودي، الفريق الركن حمد سالم البرجس، مؤخرًا وفدًا رفيع المستوى من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، في مقر الحرس الوطني. جاء هذا الاستقبال في ختام زيارة رسمية للوفد الأردني، تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين وتبادل الخبرات في مجالات التدريب والتأهيل. وتعد هذه الزيارة جزءًا من سلسلة من التعاونات المستمرة بين السعودية والأردن في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية.
اللقاء الذي عُقد في الرياض، بحضور عدد من كبار قادة الحرس الوطني، ركز على مناقشة سبل تطوير التعاون الثنائي وتوسيع آفاقه، بالإضافة إلى استعراض التحديات الإقليمية المشتركة. ووفقًا لبيان صادر عن الحرس الوطني، فإن الزيارة تندرج ضمن إطار رؤية المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي من خلال الشراكات الاستراتيجية.
تعزيز العلاقات العسكرية السعودية الأردنية
تأتي هذه الزيارة في سياق تاريخ طويل من العلاقات العسكرية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. فقد شهدت العلاقات بين البلدين تطورات متسارعة في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالحرص المتبادل على مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية المتزايدة. وتشمل هذه العلاقات التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ التدريبات العسكرية المشتركة.
أهداف الزيارة ومجالات التعاون
ركز الوفد الأردني خلال زيارته على الاطلاع على تجربة الحرس الوطني السعودي في مجالات التدريب والتأهيل، والتنظيم والإدارة. كما ناقش الجانبان إمكانية تطوير برامج تدريبية مشتركة تلبي احتياجات الطرفين، وتعزز قدراتهما العسكرية. وتشمل مجالات التعاون الأخرى، وفقًا لمصادر مطلعة، تبادل الخبرات في مجال التقنيات العسكرية الحديثة، وتطوير القدرات الدفاعية المشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض الجانبان آخر المستجدات الإقليمية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار في المنطقة. وتوافقا على أهمية تنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال. وتعتبر الأردن من أبرز الشركاء الاستراتيجيين للمملكة في المنطقة، نظرًا لموقفها الداعم للجهود السعودية في حفظ الأمن والاستقرار.
التعاون العسكري بين السعودية والأردن لا يقتصر على الجانب الأمني، بل يمتد ليشمل مجالات اقتصادية واجتماعية. فقد شهدت الاستثمارات الأردنية في المملكة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين. كما أن هناك تبادلًا ثقافيًا وتعليميًا واسع النطاق بين الشعبين السعودي والأردني.
وتشير التقارير إلى أن الزيارة تهدف أيضًا إلى بحث سبل تعزيز التعاون في مجال الصناعات العسكرية. فالأردن يمتلك قاعدة صناعية عسكرية متطورة، بينما تمتلك السعودية إمكانات مالية كبيرة. ومن خلال الجمع بين هذه الإمكانات، يمكن للبلدين تطوير صناعات عسكرية مشتركة تلبي احتياجاتهما وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
من الجانب الأردني، تعكس هذه الزيارة حرص القيادة الأردنية على تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، التي تعتبر من أهم الدول الداعمة للأردن. وتأتي الزيارة في وقت يواجه فيه الأردن تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، مما يجعل الدعم السعودي ضروريًا لتعزيز الاستقرار والتنمية في المملكة. وتعتبر السعودية من أكبر المانحين للأردن، حيث قدمت المملكة على مر السنين مساعدات مالية كبيرة للأردن.
في سياق متصل، أكدت مصادر في الحرس الوطني أن الزيارة كانت ناجحة للغاية، وأنها حققت الأهداف المرجوة منها. وأعربت المصادر عن التطلع إلى مواصلة التعاون مع القوات المسلحة الأردنية في مختلف المجالات، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. كما أشارت إلى أن هناك خططًا لتنفيذ المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة في المستقبل القريب.
التعاون الدفاعي بين الرياض وعمان يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الأمن الإقليمي. وتشمل هذه الشراكة تبادل الزيارات الرسمية، والمشاركة في المناورات العسكرية، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وتعتبر هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به في التعاون الإقليمي، حيث أنها تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
من المتوقع أن يعقد الجانبان السعودي والأردني اجتماعًا مشتركًا في المستقبل القريب لمناقشة نتائج الزيارة، ووضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات التي تم التوصل إليها. لم يتم تحديد موعد الاجتماع بعد، ولكن من المتوقع أن يتم عقده في غضون الأشهر القليلة القادمة. وستركز المناقشات على تحديد المجالات ذات الأولوية للتعاون، ووضع جدول زمني لتنفيذ المشاريع المشتركة. وستظل التطورات الإقليمية والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة على رأس جدول الأعمال.





