أكدت الكويت والإمارات العربية المتحدة على عمق علاقاتهما الثنائية خلال مشاركة وفد كويتي رفيع المستوى في معرض دبي للطيران 2023. وتركزت اللقاءات على تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى استعراض أحدث التقنيات العسكرية والجوية. يهدف هذا التعاون إلى دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، وتعزيز القدرات الدفاعية لكلا البلدين.
جرت فعاليات المعرض في دبي، الإمارات العربية المتحدة، بدءًا من 13 نوفمبر وحتى 21 نوفمبر 2023، بمشاركة واسعة من الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الطيران والفضاء والدفاع من جميع أنحاء العالم. وقد قاد وفد وزارة الدفاع الكويتية الشيخ الدكتور عبدالله المشعل، وكيل وزارة الدفاع، ممثلاً عن وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي.
تعزيز التعاون الدفاعي من خلال معرض دبي للطيران
ناقش الشيخ الدكتور عبدالله المشعل، خلال لقاءاته مع القيادات الإماراتية، آخر التطورات في الصناعات الدفاعية والفرص المتاحة لتعميق الشراكة بين البلدين. شملت اللقاءات الفريق الركن المهندس إبراهيم العلوي، وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، والفريق الركن المهندس عيسى المزروعي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإماراتية. الهدف الرئيسي هو تبادل الرؤى والخبرات لتحسين الاستعداد الدفاعي.
استعراض التقنيات الحديثة
ركز الوفد الكويتي على الاطلاع على أحدث التقنيات والأنظمة المعروضة في المعرض، بما في ذلك الطائرات المروحية وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. تعتبر هذه التقنيات حيوية لتعزيز القدرات الأمنية والعسكرية لكويت، حيث تسعى البلاد باستمرار إلى تطوير ترسانتها الدفاعية. تعتبر التكنولوجيا العسكرية الحديثة عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على الأمن الإقليمي.
وبحسب بيان وزارة الدفاع الكويتية، نقل الشيخ الدكتور عبدالله المشعل تحيات وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي إلى القيادات الإماراتية، مهنئًا إياهم بالنجاح الكبير لحفل الافتتاح. كما أعرب عن تقديره لحسن الضيافة وكرم الاستقبال الذي لقيه الوفد الكويتي.
لم يقتصر الوفد الكويتي على وزارة الدفاع، بل شمل أيضًا ممثلين عن وزارة الداخلية ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني الشيخ حمود المبارك. يعكس هذا التنوع في التمثيل أهمية التكامل بين القطاعات المختلفة في تعزيز القدرات الجوية والأمنية للكويت. يساهم هذا التنسيق في تحقيق رؤية شاملة للأمن الوطني.
وقام الشيخ الدكتور عبدالله المشعل والشيخ حمود المبارك بزيارة جناح وزارة الداخلية الكويتية في المعرض، حيث تم عرض الطائرة العمودية المخصصة للمهام الأمنية. صرح مسؤولون بأن هذه الطائرة المجهزة بأحدث التقنيات تعزز قدرات الكويت في مجال الطيران الشرطي وتساهم في تحسين الاستجابة للحالات الطارئة وتعزيز الأمن الداخلي. وقد أظهرت الطائرة قدرات متقدمة في المراقبة والتتبع، بالإضافة إلى قدرتها على نقل الأفراد والمعدات بسرعة وفعالية.
يُقام معرض دبي للطيران هذا العام تحت شعار “المستقبل يبدأ من هنا”، وهو ما يعكس التزام الإمارات العربية المتحدة بدعم الابتكار والتطور في قطاع الطيران والفضاء والدفاع. يشارك في المعرض أكثر من 1500 جهة عارضة من 115 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 148 ألف زائر و490 وفدًا عسكريًا ومدنيًا. يعتبر المعرض منصة هامة لعرض أحدث المنتجات والخدمات، وتبادل الخبرات، وتوقيع الصفقات التجارية.
يُعد هذا اللقاء والتواجد القوي في المعرض تأكيدًا على قوة العلاقات التاريخية والوثيقة بين الكويت والإمارات، والتي تشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات. وقد شهدت العلاقات الثنائية تعاونًا وثيقًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. وتعتبر كل من الكويت والإمارات شريكين استراتيجيين في المنطقة، وتسعيان إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وتشهد المنطقة تطورات متسارعة في مجال التسلح، وهو ما يدفع كلا البلدين إلى الاستثمار في أحدث التقنيات لضمان حماية أمنهما القومي. بالإضافة إلى ذلك، تتطلع الكويت والإمارات إلى الاستفادة من المعرفة والخبرات المتاحة في مجال الفضاء، وهو مجال يشهد نموًا كبيرًا على مستوى العالم. يُعد الاستثمار في هذا المجال ضروريًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مجالات الاتصالات والملاحة والأمن القومي.
من المتوقع أن يستمر التعاون بين الكويت والإمارات في مجال الدفاع والطيران، مع التركيز على تطوير القدرات المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات. يُجري حاليًا تقييم للفرص التي تم استكشافها خلال المعرض، ويُتوقع أن يتم الإعلان عن صفقات جديدة في المستقبل القريب. وتركز الجهود الحالية على تحديد المجالات ذات الأولوية التي يمكن أن تحقق أكبر قدر من الفائدة لكلا البلدين.
في الختام، يمثل مشاركة الكويت في معرض دبي للطيران خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدفاعي مع الإمارات. ومن المقرر أن تستضيف الكويت فعاليات مماثلة في المستقبل، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز العلاقات الثنائية في هذا المجال الهام. تعتبر هذه الفعاليات فرصة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المسؤولين والخبراء في كلا البلدين، وتحديد التحديات والفرص المتاحة في مجال الدفاع والطيران.
