يوم فكر جون تيري بالانتحار بسبب إهداره ركلة جزاء بنهائي دوري الأبطال

اعترف قائد تشلسي السابق جون تيري بأنه فكر في الانتحار بعد إضاعته لركلة ترجيح حاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008. كشف تيري، في حديث له، عن المعاناة النفسية الشديدة التي مر بها بعد تلك اللحظة المؤلمة، والتي كادت أن تدفعه إلى إنهاء حياته. هذه الحادثة أثارت مجدداً النقاش حول الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعبون المحترفون.
جاء اعتراف تيري خلال بودكاست “ميني توكس”، حيث وصف شعوره باليأس والإحباط بعد تسديد ركلة الجزاء التي أدت إلى خسارة فريقه أمام مانشستر يونايتد. وتعود تفاصيل الواقعة إلى المباراة التي جمعت الفريقين في موسكو، حيث انتهت المباراة بالتعادل قبل أن يحسمها مانشستر يونايتد بركلات الترجيح بنتيجة 7-6.
الانهيار النفسي بعد ركلة الترجيح
أوضح تيري أنه شعر بانهيار نفسي كامل بعد المباراة، وشعر بأنه مسؤول بشكل مباشر عن خسارة اللقب الذي طال انتظاره. وأشار إلى أنه كان في الطابق الخامس والعشرين من الفندق الذي يقيم فيه الفريق، وكاد أن يقفز من النافذة.
وقال تيري: “بعد المباراة عدنا إلى الفندق، وكنت في الطابق الـ25، نظرت من النافذة وقلت لماذا؟ لماذا حدث ذلك؟ كنت سأقفز. لا أقول إنه إذا مررت بنفس التجربة أنني سأقفز، لكن في تلك اللحظة تمرّ في رأسك أفكار كثيرة”.
لحسن الحظ، تمكن زملاؤه في الفريق من إقناعه بالعدول عن فكرته، حيث صعدوا إلى غرفته وأخذوه إلى مكان آمن. وهذا يعكس أهمية الدعم الاجتماعي في التغلب على الأزمات النفسية.
تأثير الحادثة على مسيرة تيري
على الرغم من نجاحه في مسيرته الكروية مع تشلسي، حيث فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، إلا أن تيري أكد أن ذكرى تلك الركلة الترجيح لا تزال تطارده حتى اليوم. وأشار إلى أنه أحياناً يستيقظ في منتصف الليل ويتذكر تلك اللحظة المؤلمة، ويسأل نفسه لماذا حدث ذلك.
وأضاف تيري: “حتى اليوم ما زالت تلك الركلة في ذهني، صحيح أن تأثيرها قد خفت مع مرور السنوات، لكنها ما زالت تؤثر بي كثيرا”. هذا يدل على أن الصدمات النفسية يمكن أن تترك آثاراً طويلة الأمد على الفرد، حتى بعد مرور سنوات عديدة.
أهمية الصحة العقلية للاعبين
تأتي تصريحات تيري في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالصحة العقلية للرياضيين. فالضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعبون المحترفون هائلة، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق. وزادت هذه الضغوط مع التطور السريع في عالم كرة القدم وزيادة التوقعات الجماهيرية.
يُعدّ جون تيري من أبرز الشخصيات في تاريخ تشلسي، حيث لعب للفريق لمدة 15 عاماً، وقاد الفريق للفوز بالعديد من الألقاب. وشارك في 717 مباراة مع النادي في جميع المسابقات، مسجلاً 67 هدفاً وقدم 29 تمريرة حاسمة، وفقاً لبيانات موقع “ترانسفير ماركت”.
وسلط اعتراف تيري الضوء على أهمية توفير الدعم النفسي للاعبين، ومساعدتهم على التعامل مع الضغوط النفسية التي يتعرضون لها. كما يذكر بأهمية التوعية بقضايا الصحة العقلية في المجتمع الرياضي.
وفي النهاية، أشاد تيري بأصدقائه الحقيقيين الذين دعموه في تلك الفترة الصعبة، وعلى رأسهم المدرب راي ويلكينز الذي اتصل به للاطمئنان عليه. وهذا يؤكد أهمية وجود شبكة دعم اجتماعي قوية في التغلب على الأزمات.
من المتوقع أن تثير اعترافات تيري نقاشاً أوسع حول الدعم النفسي المتاح للاعبين المحترفين. ومع استمرار الجدل حول هذا الموضوع، يُعتقد أن المزيد من الأندية والاتحادات الرياضية ستبدأ في الاستثمار في خدمات الصحة العقلية للاعبين، تحسباً لمواجهة تحديات مماثلة في المستقبل. ويبقى تقييم فعالية هذه الخدمات وقياس تأثيرها على أداء اللاعبين ورفاهيتهم أمراً بالغ الأهمية.





