تفاصيلنا الصغيرة.. حياة أخرى
تمر أمامنا العديد من التفاصيل الصغيرة الجميلة، التي قد لا نعيرها أي اهتمام، ولا نلتفت لها، فتتحول مع الوقت إلى شيء عادي لا نشعر بقيمته، نظرة سريعة لحياتنا سوف نجد فيها الكثير من النعم، أسرة ووظيفة وأطفال وصحة وسيارة ومنزل وإنجازات، وغيرها من التفاصيل قد لا نراها أحياناً، ولا نشعر بها إلا إذا فقدناها، انظر من حولك سوف تجد الكثير من التفاصيل، التي قد تثير البهجة في حياتك، لذلك يمكننا مساعدة أنفسنا، والخروج من دائرة اليأس والإحباط إلى حياة أجمل، يمكننا أن نجعل لأنفسنا أهدافاً كبيرة، نعيش من أجلها، فتصبح مع الوقت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، نكبر معها، وتكبر معنا.
إن الشعور بالأشياء الجميلة من حولنا لا يأتي بكل سهولة، بل هي ممارسة طويلة تأتي مع الوقت، لذلك يمكننا أن نعلّم أطفالنا فكرة أن الأشياء التي بين أيديهم رغم بساطتها قادرة على بث ونشر الفرح في قلوبهم، جميعنا أثرياء بالكلمات والمعاني، التي يمكننا أن نبث الحياة فيها، فالأثر التي تتركه تفاصيلنا الصغيرة في الآخرين له أثر كبير لا تشعر به إلا من خلال نتائجه، يمكننا ان نقول بأن السعادة في التفاصيل الصغيرة في العطاء، والمحبة والكلام الطيب يقول الكاتب ديفيد جرسون: «سعيد هو الإنسان الذي يستطيع الاستمتاع بالأشياء الصغيرة والمباهج البسيطة والأحداث اليومية العادية».
إن كلمة صغيرة ربما تصنع فرحا كبيرا في قلوب الكثيرين من حولنا، الحياة رحلة جميلة يمكننا أن نختصرها بجمال الأمور من حولنا، لا توجد رحلات مباشرة إلى أحلامنا، بل أحيانا قد تضطرنا الظروف إلى التوقف والتأمل قليلا قبل استئناف الرحلة، السير نحو النجاح مليء بالعراقيل والمعطيات، لذلك إذا رغبنا أن تسود الإيجابية في مجتمعاتنا، يجب أن نغرس في أطفالنا حب واحترام الآخرين، وأن لدينا الكثير من الأشياء الثمينة في دواخلنا تحتاج إلى الصبر والاستكشاف والبحث حتى نصل إليها، إن الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة وتقدير الحياة وما نملكه في دواخلنا كبير جداً بحيث يساعدنا على ارتقاء السلالم والوصول إلى القمة، لذلك نحتاج في مجتمعاتنا للكثير من النماذج التي تبث فينا الانطباعات الإيجابية حتى نستشعر قيمة العالم من حولنا، لذلك حاول أن تستمع في رحلتك بالحياة، لا وقت أفضل كي تكون سعيداً أكثر من الآن، فعش وتمتع باللحظة الحاضرة واغتنم الفرصة قبل فواتها. قال الكاتب وليام موريس «السر الحقيقي للسعادة يكمن في الاهتمام الحقيقي بكل تفاصيل الحياة اليومية».