Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

160 منشورا في 5 ساعات.. عن ماذا تحدث ترامب؟ مجلة تايم تجيب

شهدت منصة تروث سوشيال، التي أسسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نشاطًا مكثفًا ليلة الاثنين الموافق 3 ديسمبر 2025، حيث قام ترامب بنشر أكثر من 160 رسالة على مدار خمس ساعات. هذا الإقبال الكبير على المنصة، والذي يعتبر جزءًا من استراتيجية الرئيس السابق للتواصل المباشر مع مؤيديه، أثار تساؤلات حول دوافعه ومحتوى رسائله التي شملت مزيجًا من الإعلانات السياسية ونظريات المؤامرة. وتعد هذه الحملة مكثفة للغاية ضمن سياق الترويج السياسي.

بدأ هذا النشاط بين الساعة السابعة مساءً ومنتصف الليل، وتنوعت المواضيع بشكل ملحوظ. لم يقتصر الأمر على الرسائل الداعمة، بل امتد ليشمل انتقادات حادة لمنافسيه السياسيين، خاصةً الديمقراطيين، بالإضافة إلى ترويج دعائي لبعض الوكالات الحكومية. وتأتي هذه التحركات في ظل استعداده المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.

الترويج السياسي ونشر نظريات المؤامرة

وفقًا لمجلة تايم الأمريكية، لم يكن عدد المنشورات هو الأمر اللافت فحسب، بل أيضًا التنوع الكبير في المحتوى. تضمنت الرسائل إعلانات تهدف إلى حشد الدعم تحت شعار “الدفاع عن الوطن”، ودعوات للانضمام إلى وكالة الهجرة والجمارك، بالإضافة إلى هجمات مباشرة على خصومه السياسيين.

إلا أن اللافت كان انتشار نظريات المؤامرة المثيرة للجدل. شارك ترامب مقابلات ومقاطع فيديو لشخصيات يمينية متطرفة، روج بعضها لادعاءات لا أساس لها من الصحة، مثل تلك المتعلقة بزوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ميشيل أوباما، وعلاقتها المحتملة بقرارات العفو الرئاسي.

كما نشر ترامب مقابلة مع مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، زعمت امتلاكها وثائق تثبت تدخلًا في التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016. وركزت هذه المنشورات على إثارة الشكوك حول العملية الانتخابية ونتائجها. ويعتبر هذا السلوك جزءاً من الحملات الانتخابية التي تعتمد على استقطاب الرأي العام.

انتقادات ومخاوف بشأن المحتوى

أثارت هذه الموجة من المنشورات انتقادات واسعة النطاق، حيث اعتبرها البعض محاولة لتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية ونشر معلومات مضللة. كما أثيرت مخاوف بشأن تأثير هذا المحتوى على مؤيدي ترامب، الذين قد يتبنون هذه النظريات دون تمحيص.

وركز ترامب في إحدى هجماته على حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كأحد المرشحين الديمقراطيين المحتملين للرئاسة في عام 2028. في منشور آخر، طرح تساؤلات حول إمكانية ترحيل النائبة المسلمة إلهان عمر.

بالإضافة إلى ذلك، خصص ترامب جزءًا كبيرًا من رسائله لانتقاد المهاجرين، خاصةً الجالية الصومالية، وذلك على خلفية حادث إطلاق نار حديث في الولايات المتحدة. على الرغم من اعترافه بأنه لا يوجد دليل على ارتباط الصوماليين بالحادث، واصلت منشوراته الإيحاء بعكس ذلك، وهو ما أثار جدلاً واسعاً. ويعتبر ذلك مثالاً على الخطاب السياسي الذي يستهدف فئات معينة من المجتمع.

النشاط المتزايد وتأثيره على الانتخابات

تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان نشاط ترامب المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة رئاسته الأولى. فقد قام بنشر أكثر من 11 ألف تغريدة على تويتر (الآن X) خلال أربع سنوات، وحقق رقمًا قياسيًا في يونيو/حزيران 2020، حيث نشر حوالي 200 تغريدة في يوم واحد خلال الاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة.

وتشير التحليلات إلى أن ترامب يستخدم منصات التواصل الاجتماعي بشكل استراتيجي للتأثير على الرأي العام وحشد الدعم السياسي. إذ يتيح له التواصل المباشر مع أنصاره دون الحاجة إلى المرور عبر وسائل الإعلام التقليدية.

وفي ختام حملته على تروث سوشيال، أكد ترامب في منشور صباح اليوم التالي أن المنصة هي “الأفضل ولا منافس لها”. يأتي هذا التأكيد في ظل جهوده لتعزيز مكانة تروث سوشيال كبديل لوسائل التواصل الاجتماعي التي يعتبرها متحيزة ضده.

من المتوقع أن يستمر ترامب في استخدامه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. ويجب مراقبة تأثير هذه الرسائل على الرأي العام، وكذلك ردود الفعل المحتملة من قبل المنافسين السياسيين ووسائل الإعلام. وسيكون من المهم متابعة تطورات السياسة الرقمية وتأثيرها على العملية الديمقراطية. يبقى من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستساعده في تحقيق أهدافه السياسية، ولكنها بالتأكيد ستظل محوراً للجدل والنقاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى