2025 في غزة.. شهداء ومجاعة ونزوح وانتظار الانفراجة

شهد عام 2025 تطورات دراماتيكية في وضع قطاع غزة، مع تداعيات مستمرة للحرب الإسرائيلية وتأثيرها المدمر على السكان. تراوح الوضع بين فترات قصيرة من الهدنة وجهود دولية متقطعة للوصول إلى حل دائم، بينما استمرت الأزمة الإنسانية في التفاقم. هذا التقرير يستعرض أبرز أحداث العام في غزة، والجهود المبذولة لإنهاء الصراع، والآفاق المستقبلية المحتملة.
مع اقتراب نهاية العام، يترقب الفلسطينيون في غزة بشدة أي انفراج في الأوضاع، خاصةً مع تزايد المخاوف بشأن شتاء قاسٍ ونقص حاد في المساعدات الإنسانية. القناة الجزيرة، من خلال فقرة “نافذة خاصة من غزة”، سلطت الضوء على هذه التطورات، واستضافت محللين لتقييم الوضع وتقديم رؤى حول مستقبل القطاع. الوضع معقد ويتأثر بالعديد من العوامل الإقليمية والدولية.
الحرب في غزة: من الهدنة إلى التصعيد (قطاع غزة)
في بداية عام 2025، تم تكليف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، بالتوسط في اتفاق لإنهاء الحرب قبل تولي ترامب منصبه. وفي منتصف يناير، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، وشمل مراحل متعددة أبرزها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
ومع ذلك، لم يدم هذا الهدوء طويلاً. في بداية مارس، أعادت إسرائيل إطلاق عمليات عسكرية واسعة النطاق في القطاع، مما أدى إلى انهيار الهدنة فعليًا في 18 مارس بهجوم جوي مكثف. تسببت هذه العمليات في موجة جديدة من المعاناة الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية.
توالت الجهود القطرية والمصرية في أبريل/نيسان لاستئناف وقف إطلاق النار من خلال مفاوضات في القاهرة. حركة حماس أعلنت استعدادها لتقديم صفقة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين مقابل هدنة لمدة خمس سنوات.
العمليات العسكرية الإسرائيلية وتداعياتها
لم تلقَ مقترحات حماس استجابة إيجابية من الحكومة الإسرائيلية. في مطلع مايو، أقر المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي عملية “عربات جدعون” بهدف احتلال قطاع غزة بالكامل. لاحقًا، في سبتمبر، أطلقت إسرائيل عملية “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة وتهجير الفلسطينيين منها.
أدت هذه العمليات إلى نزوح مئات الآلاف من السكان جنوبًا، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي. الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات كارثية، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
في خضم هذه التطورات، قدم الرئيس الأمريكي، عبر مبعوثه ويتكوف، مقترحًا جديدًا يهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي قبل العملية العسكرية الإسرائيلية. تضمن المقترح حلاً شاملاً للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.
عقد وفد حماس اجتماعات في الدوحة لدراسة المقترح الأمريكي في 9 سبتمبر، ولكن خلال الاجتماع، قصفت إسرائيل مقر قيادة حماس في العاصمة القطرية. هذا التصعيد أثار موجة من الإدانات الدولية.
جهود دولية واتفاق وقف إطلاق النار
تضاعفت الجهود الدولية والأمريكية لاحتواء تداعيات التصعيد. في 29 سبتمبر، أعلن الرئيس الأمريكي عن خطة للسلام ووقف الحرب تتألف من 20 بندًا. وفي 10 أكتوبر، دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، وتم التوقيع على وثيقة وقف الحرب خلال قمة سلام في شرم الشيخ بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا.
على الرغم من الاتفاق، استمرت الخروقات الإسرائيلية لبنوده، مع تأخر الانتقال إلى المرحلة الثانية. هناك تساؤلات حول مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
يرى خبراء أن الوضع في غزة لا يزال هشًا، وأن هناك العديد من التحديات التي تعيق تحقيق السلام الدائم. من بين هذه التحديات، الانقسامات الفلسطينية الداخلية، والمصالح المتضاربة للأطراف الإقليمية والدولية، واستمرار التوتر الأمني.
وفي تحليل للوضع، ربط توماس واريك، المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية، انسحاب القوات الإسرائيلية بتأسيس قوة دولية ونزع سلاح حماس، متوقعًا إعلان ترامب عن نشر هذه القوة في 6 من الشهر القادم. في المقابل، توقع بلال السلايمة، المحاضر في المعهد العالي للدراسات الدولية، استمرار المراوحة في المكان بسبب محاولات إسرائيلية لتعطيل الاتفاق وعدم رغبتها في القوة الدولية.
الوضع في قطاع غزة يظل معلقًا على تطورات إقليمية ودولية. من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل دائم، ولكن يبقى مستقبل القطاع محاطًا بالغموض. ما يجب مراقبته هو مدى التزام الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتطورات المفاوضات بشأن تشكيل القوة الدولية، والوضع الإنساني المتدهور في غزة.





