Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

3 قتلى بغارة إسرائيلية جنوب لبنان وعون يعوّل على إيطاليا لإنجاح التفاوض

ارتفعت حدة التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، حيث قُتل ثلاثة أشخاص اليوم الاثنين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفقًا لما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام. يأتي هذا التصعيد في ظل الحديث عن خطط إسرائيلية محتملة لهجوم واسع النطاق ضد حزب الله، وتأكيد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية استمرار العملية التفاوضية لضمان الاستقرار، مع الاعتماد على دعم دول صديقة مثل إيطاليا. هذا الوضع يثير مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الوضع الأمني في لبنان.

أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على سيارة أثناء سيرها على الطريق بين بلدتي المعمارية والقنيطرة في قضاء صيدا. وقد أدى الهجوم إلى تدمير السيارة ومقتل جميع من كانوا بداخلها. وأكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة، مشيرًا إلى أنها استهدفت عناصر من حزب الله في المنطقة. لم يصدر رد فعل رسمي حتى الآن من الحكومة اللبنانية أو من حزب الله على هذا الهجوم.

التهديد الإسرائيلي بعمل عسكري واسع النطاق في لبنان

يأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في غارات جوية إسرائيلية مماثلة على سيارة ودراجة نارية جنوبي لبنان. وتتصاعد التوترات بشكل ملحوظ في أعقاب تقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أتم استعداداته لشن هجوم واسع ضد ما يزعم أنها مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.

يتركز التخوف الإسرائيلي بشكل أساسي على قدرة حزب الله على الحفاظ على ترسانته، حيث ترفض تل أبيب أي تهديد أمني ينبع من لبنان. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تربط احتمال شن الهجوم المحتمل بفشل الحكومة والجيش اللبنانيين في تنفيذ التزامها بنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025. هذا الموضوع يمثل نقطة خلاف رئيسية في العلاقات بين البلدين.

قرار حصر السلاح ودوره في التوترات

في الخامس من أغسطس الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك أسلحة حزب الله، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ هذا القرار قبل نهاية عام 2025. ومع ذلك، أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مرارًا رفض الحزب التخلي عن سلاحه، مطالبًا بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة. هذا الرفض يعقد بشكل كبير أي جهود لتخفيف التوترات.

اعتماد لبنان على الدعم الدولي لعملية التفاوض

وفي سياق الجهود الدبلوماسية، أكد الرئيس عون أن لبنان يعتمد على دول صديقة مثل إيطاليا لإنجاح العملية التفاوضية مع إسرائيل. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب استقباله لوزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروسيتو، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون الأمني ​​والسياسي بين البلدين.

أبلغ الرئيس عون الوزير كروسيتو بأن لبنان يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة قد تحل محل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بعد انتهاء مهمتها في عام 2027. ويهدف هذا التعاون إلى مساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية، خصوصًا بعد أي انسحاب إسرائيلي من التلال والأراضي التي تحتلها. ويرى لبنان أن قوة دولية مستقرة ضرورية للحفاظ على الهدوء.

شدد الرئيس عون على أن الهدف من التفاوض هو تحقيق وقف الأعمال العدائية وإتمام الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى إعادة الأسرى اللبنانيين الذين لا يزالون محتجزين في إسرائيل، وتمكين السكان الجنوبيين من العودة إلى قراهم وممتلكاتهم. هذه المطالب الرئيسية تتركز في أي محادثات سلام محتملة. وشدد على الدور المحوري للجيش اللبناني في ضمان الاستقرار ليس فقط في لبنان، بل في المنطقة بأكملها.

من جانبه، أعرب وزير الدفاع الإيطالي عن دعم بلاده الكامل للبنان في جميع المجالات، وعلى رأسها حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب. وأشار إلى أن إيطاليا حريصة على إبقاء قواتها في منطقة عمليات اليونيفيل جنوب الليطاني بعد عام 2027. كما أكد كروسيتو على التزام إيطاليا بتقديم المساعدة والدعم المستمر للجيش اللبناني لتعزيز قدراته.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي بدأ في أكتوبر 2023، قد أسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة حوالي 17 ألف آخرين. ومع ذلك، استأنفت إسرائيل حربها على لبنان بشكل كامل في سبتمبر 2024. ولا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال في جنوب لبنان، بالإضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود، وتواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 27 نوفمبر من العام الماضي. الوضع الأمني في لبنان يتطلب متابعة دقيقة.

من المتوقع أن تستمر التوترات على الحدود الجنوبية في تصاعدها في الأيام والأسابيع القادمة، مع استمرار الحديث عن هجوم إسرائيلي محتمل. ويرهن مستقبل الوضع الأمني في لبنان بشكل كبير بنتائج المفاوضات الجارية، وقدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ قرار حصر السلاح، وتطورات الأوضاع الإقليمية. من الضروري مراقبة تطورات هذه الملفات عن كثب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى