5 رصاصات ومشاهد لا تُصدَّق.. والدا “بطل” هجوم سيدني المُميت يتحدثان للإعلام

في تطور مأساوي هزّ المجتمع الأسترالي، وقع هجوم سيدني يوم الاثنين في منطقة بوندي، مستهدفًا احتفالات عيد “الحانوكا” اليهودي. أسفر الهجوم عن مقتل 15 شخصًا وإصابة آخرين، إلا أن تدخل مواطن سوري يُدعى أحمد الأحمد حال دون وقوع المزيد من الضحايا، حيث تمكن من السيطرة على أحد المهاجمين وانتزاع سلاحه. وتستمر التحقيقات لتحديد دوافع الهجوم وملابساته.
وقد أعرب والدا أحمد الأحمد، اللذان وصلا إلى أستراليا قبل أشهر قليلة لزيارة ابنهما، عن فخرهما بشجاعته ووصفاه بالبطل. وأكد الوالدان أن ابنهما يحتاج إلى رعاية طبية مكثفة وإجراء عدة عمليات جراحية بعد إصابته بأعيرة نارية خلال المواجهة مع المهاجم.
هجوم سيدني: تفاصيل الحادث وبطولة المارة
بدأ الحادث في وقت متأخر من مساء الاثنين، عندما اقتحم شخصان مسلحان كنيسًا يهوديًا في بوندي، وهي منطقة ذات كثافة سكانية يهودية عالية في سيدني. ووفقًا للتقارير الأولية، فتح المهاجمان النار على المصلين الذين كانوا يحتفلون بعيد الحانوكا، وهو عيد يهودي يحتفل بانتصار المكابيين على الإمبراطورية السلوقية. وقد أدى هذا الهجوم إلى حالة من الصدمة والرعب في أستراليا.
وقد أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي المواطن أحمد الأحمد وهو ينقض على أحد المهاجمين من الخلف، ويصارعه بشجاعة، ويتمكن من انتزاع سلاحه. وقد وصف حاكم ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، هذا التدخل بأنه “عمل بطولي لا يصدق” وأنقذ حياة العديد من الأشخاص. وتعتبر هذه الواقعة مثالًا نادرًا على الشجاعة والتدخل الإنساني في مواجهة العنف والإرهاب.
التحقيقات الأولية وتحديد هوية المهاجمين
أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز أنها فتحت تحقيقًا شاملاً في الحادث، وأنها تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين وتحديد دوافعهم. وقد تم تحديد هوية أحد المهاجمين على أنه نافيد أكرم، وهو يحمل رخصة سلاح ويمتلك عددًا من الأسلحة المرخصة. وتشير التحقيقات إلى أن المهاجمين قد يكونان مرتبطان بأيديولوجيات متطرفة.
وأضافت الشرطة أنها تدرس جميع جوانب الحادث، بما في ذلك احتمال وجود شركاء آخرين. وتتعاون الشرطة مع الأجهزة الأمنية الاسترالية الأخرى لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود. وتشمل التحقيقات فحصًا دقيقًا لسجلات المهاجمين وعلاقاتهم الاجتماعية والمالية.
ردود الفعل المحلية والدولية
أثار هجوم سيدني إدانة واسعة النطاق من قبل القادة السياسيين والدينيين في أستراليا وخارجها. وقد أعرب رئيس الوزراء الأسترالي عن تعازيه لأسر الضحايا، وأكد على التزام الحكومة الأسترالية بمكافحة التطرف والإرهاب. كما أعرب العديد من القادة الدينيين عن صدمتهم وحزنهم، وحثوا على الوحدة والتسامح.
وتلقى الرئيس الأسترالي رسائل تعزية من قادة دوليين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني. وقد أكد هؤلاء القادة على دعمهم لأستراليا في مواجهة هذا التحدي. أستراليا، بشكل عام، تشهد ردود فعل قوية من المجتمع المدني، مع تنظيم العديد من المظاهرات والفعاليات التضامنية مع الضحايا.
تداعيات الحادث وتأثيره على الأمن
من المتوقع أن يكون لهذا الحادث تداعيات كبيرة على الأمن في أستراليا، وأن يؤدي إلى تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة، وخاصة في المراكز الدينية واليهودية. الأمن القومي في أستراليا سيكون محور تركيز مكثف في الأسابيع القادمة. كما قد يؤدي إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية الحالية وتطوير خطط جديدة لمواجهة التهديدات الإرهابية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الحادث إلى زيادة التوترات بين المجتمعات المختلفة في أستراليا، وخاصة بين المجتمعات اليهودية والإسلامية. من المهم أن تعمل الحكومة الأسترالية والمجتمع المدني على تعزيز الحوار والتفاهم بين هذه المجتمعات، ومنع أي محاولات لاستغلال الحادث لإثارة الكراهية والعنف.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هجوم سيدني لعدة أسابيع، وأن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول دوافع المهاجمين وملابسات الحادث. وستراقب السلطات الأسترالية عن كثب أي تطورات قد تؤثر على الأمن القومي، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين. كما ستعمل الحكومة على تقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمجتمعات المتضررة.





