66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو

بدأت منظمة اليونسكو اجتماعاتها في الهند لتقييم الممارسات والتقاليد المرشحة لإدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، حيث يتنافس البشت الخليجي وطبق الكشري المصري والشعر اليمني على هذا التكريم. وتضم قائمة الترشيحات أيضًا فن اليودل السويسري، والمطبخ الإيطالي، وثقافة حمامات السباحة في آيسلندا، بالإضافة إلى مهرجان ديوالي الهندي الشهير.
يشارك في هذه الدورة خبراء من مختلف أنحاء العالم لتقييم 66 عادة وحرفة، بهدف الحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيزه. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقدة في نيودلهي، والتي تستمر حتى السبت.
رحلة عبر الأجيال والتراث الثقافي غير المادي
لكي يتم إدراج ممارسة أو حرفة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، يجب أن تكون متوارثة عبر الأجيال وأن تحافظ على حيويتها من خلال مجتمع يمارسها باستمرار. هذا يعني أن التراث لا يقتصر على الآثار المادية، بل يشمل المعارف والمهارات والتقاليد الشفهية والفنون والأداءات والممارسات الاجتماعية.
وأكد كريستوف وولف، نائب رئيس اللجنة الألمانية لليونسكو، أن التراث الثقافي غير المادي يمثل المشاركة الثقافية والتنوع والحيوية للمجتمعات. وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على هذه الممارسات كجزء أساسي من الهوية الإنسانية.
قائمة التراث المحتاج إلى صون عاجل
بالإضافة إلى الترشيحات الرئيسية، ستفحص اللجنة 11 ملفًا لقائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل. تهدف هذه القائمة إلى تسليط الضوء على الممارسات المهددة بالانقراض وتقديم الدعم اللازم لحمايتها. وتشمل هذه الممارسات تقاليد قديمة وحرف يدوية فريدة من نوعها.
التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية
كما ستقوم اللجنة بتقييم 54 ترشيحًا للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. هذه القائمة تحتفي بالتنوع الثقافي وتعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث غير المادي في جميع أنحاء العالم. وتشمل الترشيحات ممارسات ثقافية متنوعة من مختلف القارات.
وتشمل الترشيحات الأخرى تقليد العرائس الخشبية “رود ماريونيت” في بروكسل، ومهرجان جيفاتا، وهو مهرجان رأس السنة الجديدة الذي يحتفل به شعب ولايتا في إثيوبيا. هذه التقاليد تعكس ثراء التنوع الثقافي في مختلف أنحاء العالم.
تعتبر عملية تقييم الترشيحات دقيقة وشاملة، حيث يتم فحص كل ملف بعناية للتأكد من استيفائه للمعايير المطلوبة. وتشمل هذه المعايير الأصالة والتمثيلية والإبداع والمشاركة المجتمعية.
التراث الثقافي غير المادي ليس مجرد موروث من الماضي، بل هو عنصر حيوي يساهم في بناء مستقبل مستدام. فهو يعزز التماسك الاجتماعي ويشجع على الحوار بين الثقافات ويساهم في التنمية الاقتصادية.
من المتوقع أن تعلن اليونسكو عن نتائج التقييم في نهاية الاجتماعات، مع تحديد الممارسات والتقاليد التي سيتم إدراجها في قوائم التراث المختلفة. وسيتم بعد ذلك العمل على وضع خطط لحماية هذه الممارسات وتعزيزها، مع التركيز على المشاركة المجتمعية والاستدامة. وستراقب اليونسكو تنفيذ هذه الخطط لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.





