8 قتلى بصاروخ روسي في أوكرانيا ومسيرات كييف تقصف أهدافا بحرية

أسفر هجوم صاروخي روسي باليستي عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 27 آخرين في منطقة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية عن سيطرتها على قريتين في شرق وشمال شرق أوكرانيا. يأتي هذا التصعيد في خضم استمرار العمليات العسكرية بين البلدين، مع تبادل الاتهامات والهجمات المتبادلة. وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع ادعاءات كييف بشن هجمات بطائرات مسيرة على منشآت روسية في بحر قزوين.
أفاد حاكم منطقة أوديسا، أوليغ كيبر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن القصف الروسي استهدف البنية التحتية للميناء، مما أدى إلى وقوع الضحايا وإندلاع حريق في موقف للشاحنات. وتعتبر أوديسا مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لشحنات الحبوب الأوكرانية، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا للقوات الروسية. وقد كثفت موسكو قصفها على المنطقة الساحلية في الأسابيع الأخيرة، بعد تهديد الرئيس بوتين بالرد على الهجمات الأوكرانية على ناقلات النفط الروسية.
تصعيد العمليات العسكرية وتأثيرها على البنية التحتية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفقًا لقناة تلغرام الخاصة بها، عن سيطرتها على قرية سفيتل في منطقة دونيتسك وقرية فيسوكي في منطقة سومي. لم يصدر تعليق فوري من الجانب الأوكراني حول هذه الادعاءات. وتشير التقارير إلى أن هذه المناطق شهدت قتالًا عنيفًا في الآونة الأخيرة، حيث تسعى القوات الروسية إلى توسيع سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.
بالتوازي مع ذلك، زعمت أوكرانيا أنها نفذت هجمات بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية تابعة لشركة لوك أويل في بحر قزوين، بالإضافة إلى سفينة دورية عسكرية قريبة من المنصة. وذكر الجيش الأوكراني أن منصة حفر تابعة لمنصة فيلانوفسكي النفطية تضررت نتيجة الهجوم، مشيرًا إلى أن هذه المنصة كانت قد تعرضت لهجمات مماثلة في وقت سابق من الشهر الجاري.
هجمات أوكرانية على منشآت روسية
تأتي هذه الهجمات في أعقاب ضربة أوكرانية أخرى، استهدفت ناقلة نفط روسية في البحر الأبيض المتوسط في وقت سابق من يوم الجمعة. ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين، كانت الناقلة جزءًا من “الأسطول الشبح” التابع لموسكو. تعتبر هذه الهجمات بمثابة تحول في استراتيجية أوكرانيا، حيث تسعى إلى استهداف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الروسية بشكل مباشر.
تسببت الهجمات الروسية المتكررة على أوديسا في أضرار كبيرة للبنية التحتية اللوجستية والطاقة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، ألحقت الهجمات أضرارًا بسفن مدنية ترفع أعلامًا أجنبية في موانئ المنطقة، مما أثار مخاوف دولية بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود. وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام تكتيكات تهدف إلى تعطيل صادرات الحبوب الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الغذائية العالمية.
تتزايد المخاوف بشأن احتمال تصعيد العمليات العسكرية في أوكرانيا، خاصة بعد تزايد الهجمات المتبادلة. وتدعو العديد من الدول إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. ومع ذلك، لا تزال آفاق السلام غير واضحة، حيث يصر كلا الجانبين على تحقيق أهدافهما.
من المتوقع أن تستمر القوات الروسية في استهداف البنية التحتية الأوكرانية في محاولة لتقويض قدرة كييف على مواصلة القتال. في المقابل، من المرجح أن تواصل أوكرانيا هجماتها على المنشآت الروسية، بهدف إلحاق الضرر بقدرات موسكو العسكرية والاقتصادية. ويجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار احتمال حدوث تصعيد إضافي في أي لحظة. كما يجب متابعة ردود الفعل الدولية على هذه الأحداث، وتقييم تأثيرها على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة.
تعتبر الحرب في أوكرانيا من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه العالم في الوقت الحالي، وتتطلب جهودًا دولية منسقة من أجل التوصل إلى حل مستدام يضمن السلام والاستقرار في المنطقة. وتشمل القضايا الرئيسية التي يجب معالجتها، ضمان سلامة الممرات الملاحية في البحر الأسود، وحماية المدنيين، والتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب. بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من الحرب، والعمل على إعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الصراع.





