Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

مستشار خامنئي: إيران ستدعم حزب الله بحزم

أكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، يوم الأحد، أن طهران ستواصل دعمها “الحازم” لحزب الله اللبناني في مواجهة إسرائيل، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط المتزايدة على الحزب. يأتي هذا التصريح في وقت يواجه فيه لبنان مساعي أمريكية وإسرائيلية لتقويض قوة حزب الله، مما يثير مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.

وتأتي تصريحات ولايتي بعد فترة من الهدوء النسبي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إثر وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. ومع ذلك، تشهد المنطقة اشتباكات متفرقة وغارات إسرائيلية مستمرة، مما يهدد استقرار وقف إطلاق النار ويؤجج المخاوف من اندلاع صراع أوسع.

دعم إيران لحزب الله: محور المقاومة والتوترات الإقليمية

وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، وصف ولايتي حزب الله بأنه “أحد أهم أعمدة محور المقاومة” في المنطقة، مؤكدًا على دوره المحوري في مواجهة ما وصفه بـ “الصهيونية”. وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستظل ملتزمة بدعم الحزب، الذي تعتبره في الخطوط الأمامية للمقاومة ضد إسرائيل.

هذا الدعم الإيراني لحزب الله ليس جديدًا، حيث يعتبر الحزب حليفًا استراتيجيًا لطهران منذ تأسيسه في الثمانينيات. وقد قدمت إيران للحزب على مر السنين تدريبًا وتمويلًا وأسلحة، مما ساهم في تعزيز قدراته العسكرية والسياسية. تعتبر هذه العلاقة جزءًا من استراتيجية إيرانية أوسع نطاقًا تهدف إلى تحدي النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.

الضغوط الدولية والأزمة اللبنانية

تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطًا كبيرة من الولايات المتحدة وإسرائيل لـنزع سلاح حزب الله، وهو مطلب يرفضه الحزب بشدة. تعتبر واشنطن وطهران أن الحزب يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي، وتتهمه بامتلاك ترسانة أسلحة غير مشروعة واستخدامها لتقويض الأمن في المنطقة.

في أغسطس/آب الماضي، وافقت الحكومة اللبنانية على ورقة أمريكية تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، وتتضمن جدولًا زمنيًا لـنزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في تلك المنطقة. لكن حزب الله حذر من أن أي محاولة لنزع سلاحه قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، مما يعكس مدى تعقيد الوضع في لبنان.

تصريحات ولايتي تأتي في سياق هذا الجدل المتصاعد، وتؤكد على استمرار الدعم الإيراني للحزب، حتى في مواجهة الضغوط الدولية. وقد أثارت هذه التصريحات انتقادات من بعض الأطراف اللبنانية، التي اعتبرت أنها تزيد من تعقيد الأزمة وتعرقل جهود التوصل إلى حل سياسي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثار تصريح سابق لولايتي جدلاً واسعًا، عندما صرح بأن “وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز”. رد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي على هذا التصريح، مؤكدًا على أهمية سيادة لبنان وحريته واستقلالية قراره الداخلي. العلاقات اللبنانية الإيرانية شهدت توترًا ملحوظًا في أعقاب هذا الجدل.

على الرغم من التوترات، لا تزال إيران تلعب دورًا هامًا في لبنان، سواء من خلال دعمها لحزب الله أو من خلال علاقاتها مع مختلف القوى السياسية اللبنانية. وتعتبر إيران أن استقرار لبنان يصب في مصلحتها، وأن أي انهيار للدولة اللبنانية قد يكون له تداعيات سلبية على المنطقة بأسرها.

في الوقت الحالي، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات في لبنان، ويخشى من أن يؤدي استمرار التوترات إلى اندلاع صراع جديد. من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من الجهود الدبلوماسية للتهدئة، ولكن يبقى مستقبل لبنان معلقًا على نتائج هذه الجهود وعلى التطورات الإقليمية.

من المرجح أن تستمر إيران في دعم حزب الله، على الأقل على المدى القصير، في ظل استمرار التوترات مع إسرائيل. ومع ذلك، قد تتغير هذه السياسة في المستقبل، اعتمادًا على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وعلى نتائج المفاوضات الدولية. ما يجب مراقبته هو رد فعل إسرائيل على استمرار الدعم الإيراني، وكيف ستتعامل الحكومة اللبنانية مع الضغوط المتزايدة لـنزع سلاح حزب الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى