اختتمت هيئة تنمية الصادرات السعودية “الصادرات السعودية” فعاليات النسخة الثالثة من معرض “صُنع في السعودية” يوم الأربعاء الماضي، مسجلةً زخمًا كبيرًا في تعزيز الصناعة الوطنية وتوسيع نطاق الصادرات غير النفطية. شهد المعرض، الذي أقيم في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، مشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن 30 دولة. ويهدف المعرض إلى دعم الشركات السعودية في الوصول إلى الأسواق العالمية.
شارك في المعرض أكثر من 120 مشتريًا دوليًا و100 مشترٍ محلي، مما أدى إلى توقيع أكثر من 100 اتفاقية ومذكرة تفاهم. وقد استضافت الجمهورية العربية السورية المعرض كضيف شرف تحت شعار “نشبه بعضنا”، مما يعكس التعاون المتزايد بين البلدين في المجال الصناعي.
تعزيز الصناعة الوطنية من خلال معرض صُنع في السعودية
أكد المهندس عبدالرحمن بن سليمان الذكير، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات السعودية، أن المعرض يعكس قوة الصناعة الوطنية وقدرتها على المنافسة عالميًا. وأضاف أن “الصادرات السعودية” تواصل جهودها لتمكين الصناعات الوطنية وزيادة وصولها إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وذلك في إطار دعم الاقتصاد الوطني وتنويعه. وتشير البيانات الأولية إلى زيادة ملحوظة في حجم الصفقات التجارية المتوقعة نتيجة للمشاركات في المعرض.
مشاركة سوريا كضيف شرف
تعد مشاركة الجمهورية العربية السورية كضيف شرف خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية وسوريا. ضم الجناح السوري 25 شركة من مختلف القطاعات الصناعية، مما أتاح فرصة لعرض المنتجات السورية واستكشاف فرص التعاون المشترك. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التكامل الصناعي بين البلدين.
اتفاقيات وشراكات جديدة
شهد المعرض توقيع أكثر من 100 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات حكومية وشركات محلية ودولية. وتغطي هذه الاتفاقيات مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك البناء والتشييد، والمنتجات الغذائية، والطبية، وصناعات التعبئة والتغليف. وتعكس هذه الشراكات الثقة المتزايدة في الاقتصاد السعودي وقدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
إطلاق مبادرات جديدة لدعم الصناعة
خلال المعرض، تم الإطلاق الرسمي لعلامة “حِرَف سعودية” كعلامة فرعية من العلامة الوطنية “صناعة سعودية”، بالتعاون مع هيئة التراث. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز حضور الحرف الوطنية ودعم الحرفيين والحرفيات، وزيادة تنافسية منتجاتهم في الأسواق المحلية والعالمية. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت فعاليات المعرض برنامجًا معرفيًا مكثفًا شمل ورش عمل متخصصة ومؤتمرات حوارية، بمشاركة خبراء وقادة القطاع.
بعثات تجارية لتعزيز التعاون الإقليمي
نظمت “الصادرات السعودية” بعثتين تجاريتين داخليتين لجمهوريتي العراق وسوريا بالتزامن مع فعاليات المعرض. شاركت في هذه البعثات 87 شركة وطنية و32 شركة مستوردة، مما أتاح فرصة لعقد اجتماعات مطابقة الأعمال واستكشاف فرص التعاون والشراكات التجارية. وتأتي هذه البعثات في إطار جهود “الصادرات السعودية” لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول المجاورة.
يعتبر معرض “صُنع في السعودية” منصة وطنية فاعلة لتعزيز الشراكات الصناعية وتوسيع آفاق نفاذ المنتجات والخدمات السعودية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. وتشير التوقعات إلى أن المعرض سيساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وتعزيز الصادرات غير النفطية. ومن المتوقع أن تعلن “الصادرات السعودية” عن تفاصيل خططها المستقبلية لتطوير المعرض في الأشهر القادمة، مع التركيز على جذب المزيد من المشاركين الدوليين وتعزيز دور المعرض كمنصة عالمية للصناعة السعودية. وستركز الجهود المستقبلية على متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة خلال المعرض وتقييم أثرها على الاقتصاد الوطني.
