من خارج هوليود.. أفضل المسلسلات غير الأميركية لعام 2025

شهد عام 2025 تطوراً ملحوظاً في صناعة الدراما خارج هوليوود، حيث برزت أعمال آسيوية وأوروبية استطاعت جذب انتباه الجمهور والنقاد على حد سواء. لم تعد الساحة الدرامية محصورة في الإنتاجات الأمريكية، بل اتسع نطاقها ليشمل تنوعاً ثقافياً وفنياً انعكس في جودة السيناريو والإخراج والأداء التمثيلي. هذا التقرير يسلط الضوء على أبرز هذه الأعمال التي تركت بصمة واضحة في عالم المسلسلات خلال العام.
الدراما الكورية تواصل التألق وتتصدر المشهد
تواصل الدراما الكورية ريادتها في تقديم محتوى درامي متميز، حيث حققت العديد من المسلسلات نجاحاً جماهيرياً ونقدياً واسعاً. تميزت هذه الأعمال بقدرتها على المزج بين الرومانسية والغموض والتشويق، مع التركيز على تطوير الشخصيات وتقديم قصص مؤثرة تتناول قضايا إنسانية واجتماعية.
من بين أبرز هذه المسلسلات، يبرز “عندما تمنحك الحياة ثمار اليوسفي”، الذي حصد تقييمات عالية على موقع “آي إم دي بي” (IMDb) واحتل مرتبة متقدمة ضمن أفضل المسلسلات على الإطلاق. يتميز هذا العمل بقصته الملحمية التي تمتد عبر أجيال في جزيرة جيجو، ما يجعله تجربة مشاهدة غنية بالمشاعر والتجارب الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، حقق مسلسل “هنيئا مريئا جلالتك” نجاحاً كبيراً بفضل فكرته المبتكرة التي تجمع بين التاريخ والفانتازيا وفن الطهي. تدور أحداث المسلسل حول طاهية تنتقل عبر الزمن إلى حقبة جوسون، وتستخدم مهاراتها في الطبخ للبقاء على قيد الحياة وكسب تعاطف الملك، وهو ما أضفى على العمل طابعاً مشوقاً ومختلفاً.
تأثير الدراما الكورية على المشاهد العالمي
لم يقتصر تأثير الدراما الكورية على جمهورها التقليدي في آسيا، بل امتد ليشمل مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا اللاتينية. يعزى هذا النجاح إلى جودة الإنتاج والقصص المبتكرة والأداء التمثيلي المتميز، بالإضافة إلى انتشار منصات البث الرقمي التي سهلت وصول هذه المسلسلات إلى جمهور أوسع.
الصين تقدم أعمالاً تاريخية مشوقة
لم تتخلف الصين عن الركب، حيث قدمت العديد من المسلسلات التاريخية التي لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور والنقاد. من بين هذه الأعمال، يبرز مسلسل “أسطورة زانغ هاي” الذي يجمع بين الدراما التاريخية والفانتازيا والصراع السياسي. يتناول المسلسل قصة طفل يفقد عائلته ويسعى للانتقام وكشف المؤامرات داخل القصر الحاكم، وهو ما يضفي على العمل طابعاً مشوقاً ومثيراً.
تميز هذا المسلسل بحبكته المتماسكة والإخراج المتقن والأداء التمثيلي القوي، بالإضافة إلى استخدامه لمؤثرات بصرية عالية الجودة. وقد ساهمت هذه العوامل في تحقيق المسلسل نجاحاً كبيراً في العديد من الدول حول العالم.
أوروبا تتنوع في تقديم القصص
شهدت أوروبا تنوعاً كبيراً في إنتاج المسلسلات خلال عام 2025، حيث قدمت أعمالاً تتناول قضايا اجتماعية وسياسية مختلفة. من بين هذه الأعمال، يبرز المسلسل الإسباني “فوريا” الذي يتناول قضايا التمييز والعدالة الاجتماعية والعنف النفسي من خلال قصص خمس سيدات مهمشات. يتميز هذا المسلسل بأسلوبه الجريء وتناوله لقضايا حساسة، وهو ما جعله محط اهتمام النقاد والجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت ألمانيا مسلسلين متميزين هما “جرائم الغابة السوداء” و”كساندرا”. يتناول المسلسل الأول جريمة حقيقية وقعت في الغابة السوداء، بينما يستكشف المسلسل الثاني عالم التكنولوجيا المخيف من خلال قصة مساعدة ذكاء اصطناعي تتلاعب بعائلة تعيش في منزل ذكي.
مستقبل الدراما خارج هوليوود
من المتوقع أن يستمر التنوع والإبداع في صناعة الدراما خارج هوليوود في السنوات القادمة. ومع تزايد شعبية منصات البث الرقمي، ستتاح الفرصة أمام المزيد من المنتجين والمخرجين لتقديم أعمالهم إلى جمهور أوسع. ومن المرجح أن نشهد المزيد من التعاونات بين المنتجين من مختلف البلدان، مما سيؤدي إلى إنتاج أعمال درامية أكثر ابتكاراً وتنوعاً. يبقى التحدي في الحفاظ على الجودة والابتكار في ظل المنافسة المتزايدة، وهو ما يتطلب استثماراً مستمراً في تطوير السيناريو والإخراج والأداء التمثيلي.





