Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

لماذا عدّلت طهران أجندة “اجتماع أفغانستان”؟ ولماذا غابت حكومة كابُل؟

كابل/طهران – تستضيف إيران اجتماعًا إقليميًا حول أفغانستان اليوم الأحد وغدًا الاثنين، بمشاركة ممثلين عن باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان والصين وروسيا. يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية في المنطقة المرتبطة بالوضع في أفغانستان، وخاصة الخلافات الأخيرة بين كابل وإسلام آباد. وتهدف طهران من خلال هذا اللقاء إلى المساهمة في استقرار أفغانستان وتعزيز التعاون الإقليمي.

أكدت الخارجية الإيرانية أن الاجتماع يركز على القضايا العامة المتعلقة بالوضع في أفغانستان، بعد تعديل أجندة اللقاء التي كانت في الأصل تهدف إلى تخفيف التوتر بين كابل وإسلام آباد. وقد وجهت إيران دعوة للحكومة الأفغانية للمشاركة، لكنها رفضت ذلك. ويأتي هذا التحول في الأجندة بعد تقييم دقيق لإيران لقدرتها على لعب دور الوسيط في هذا النزاع المعقد.

الاعتبارات الدولية وتأثيرها على ملف أفغانستان

يرى خبراء أن الخلاف بين أفغانستان وباكستان أعمق من أن يتم حله عبر مبادرة دبلوماسية قصيرة الأجل. فجذور هذا الخلاف تمتد إلى قضايا أمنية، وحدودية، وتاريخ طويل من انعدام الثقة بين الطرفين. ويشير المحللون إلى أن طهران ربما بالغت في تقدير هامش المناورة المتاح لها في هذا الملف.

وتشير بعض التقارير إلى أن واشنطن تنظر بحذر إلى أي تحرك إيراني في ملفات جنوب آسيا، مما قد يدفع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك كابل وإسلام آباد، إلى التعامل بحذر مع مبادرات طهران. وتسعى الإدارة الأمريكية بدورها إلى الحفاظ على دور مؤثر في جهود التهدئة بين الجانبين، مما قد يعيق أي وساطة إيرانية علنية.

أسباب اعتذار الحكومة الأفغانية عن المشاركة

يعزو مراقبون اعتذار الحكومة الأفغانية عن المشاركة في الاجتماع إلى عدة أسباب، منها عدم الرغبة في منح إيران مكسبًا سياسيًا أو دبلوماسيًا عبر الظهور في محفل تستضيفه طهران. كما أن الحكومة الأفغانية حريصة على إدارة علاقاتها الخارجية بحذر شديد.

بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن غياب ملفات جوهرية تهم الحكومة الأفغانية، مثل الاعتراف الدولي ورفع العقوبات، عن جدول أعمال الاجتماع، كان عاملاً مؤثرًا في قرار عدم المشاركة. وتفضل الحكومة الأفغانية القنوات الثنائية المغلقة على الاجتماعات الإقليمية المفتوحة، معتبرة أن هذا النهج يسمح لها بتحقيق مكاسب سياسية مباشرة.

إدارة التوتر وتعزيز الاستقرار الإقليمي

تؤكد إيران أن هدفها من هذا الاجتماع هو إدارة التوتر في المنطقة وتعزيز الاستقرار في أفغانستان. ويعتبر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن استقرار أفغانستان وتنميتها ضرورة استراتيجية للمنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن التدخلات الخارجية في أفغانستان قد أدت إلى تفاقم الأوضاع.

ويشدد عراقجي على أهمية التعاون بين الدول الجوار لأفغانستان في تحقيق الاستقرار، معتبرًا أن هذه الدول هي الأكثر فاعلية وموثوقية في تقديم المساعدة. كما يرى أن أفغانستان يمكن أن تصبح جسرًا للربط والتبادل الاقتصادي بين آسيا الوسطى وجنوبها وغربها.

ويرى الباحثون أن سياسة إيران تهدف إلى تعزيز الاستقرار في حدودها الشرقية، ومنع أي تصعيد محتمل قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين. كما تسعى طهران إلى تطوير إطار دائم للتعاون في مجالات النقل والطاقة والتجارة مع أفغانستان ودول المنطقة.

من المتوقع أن تستمر إيران في جهودها الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة الأفغانية وتعزيز الاستقرار الإقليمي. وستراقب الأطراف المعنية عن كثب نتائج هذا الاجتماع، وتقييم مدى تأثيره على الوضع في أفغانستان والعلاقات بين الدول المشاركة. يبقى مستقبل أفغانستان غير واضح، ويتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى