Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السعودية

كيف نحمي رجال أمن الحرم من الاستفزاز؟

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطعًا قصيرًا يُظهر احتكاكًا بين رجل أمن ومعتمر، ورغم أن تفاصيل الواقعة قيد التحقق، إلا أنها كشفت عن حساسية صورة رجل الأمن في الحرمين الشريفين. فهؤلاء يمثلون «عين الدولة» التي تحرس الشعيرة قبل المكان، وتحت ضغط منصات مثل «X»، لم تعد الواقعة تُفسَّر كحالة فردية بل تُستثمر أحيانًا في حملات سياسية أو إعلامية ضد المملكة.

وهنا يبرز دور المحاسبة الأمنية في حماية رجال الأمن نفسيًا وقانونيًا، وصون صورتهم الذهنية كخُدّامٍ للحرمين، مع ضمان المحاسبة العادلة عند الضرورة. فرجال أمن الحرم لا يعملون بدافع الراتب فقط، بل بدافع الإيمان بعظمة الرسالة التي يؤدونها في أقدس بقاع الأرض.

ورجل الأمن في الحرم ليس شرطيًا عاديًا، بل إنسان يعمل في بيئة عالية الكثافة البشرية تُدار بتقنيات رقمية دقيقة لإدارة الحشود وضمان سلامتهم. أيضا يؤدي مهامًا إنسانية وروحية في آنٍ واحد، فيحمي الأرواح، وينظّم الطواف والسعي، ويعين كبار السن وذوي الإعاقة، ويواجه تحديات لغوية وثقافية من ملايين الحجاج والمعتمرين. كل ذلك يجعله عرضةً للإرهاق والاستفزاز المتعمد والتصوير المجتزأ، الذي قد يُستغل سياسيًا أو إعلاميًا لتشويه صورة المملكة. من هنا تأتي أهمية حماية رجل الأمن باعتباره يؤدي واجبًا يرتبط بقدسية المكان والشعيرة، لا بوظيفةٍ فحسب، وصون كرامته ضرورة وطنية ودينية في آنٍ واحد.

تؤكد النيابة العامة في المملكة أن الاعتداء على رجال الأمن جريمة موجبة للتوقيف، قد تصل عقوبتها إلى عشر سنوات سجنًا، وفق طبيعة الجريمة. وفي إطار الحج والعمرة، تُلزم الأنظمة الحجاج بالاستجابة لتوجيهات رجال الأمن باعتبارها جزءًا من سلامة الحشود.

ومن منظور الاتصال المؤسسي، يمكن تطوير هذا الإطار بإقرار نظام خاص بالحرمين يجرّم الاستفزاز أو الاعتداء اللفظي والبصري أو التصوير بقصد التشهير، مع الإحالة الفورية للنيابة. كما ينبغي تعميم هذه الأنظمة عبر السفارات وشركات الحج والعمرة وترجمتها للغات الحجاج، لإيصال رسالة واضحة بأن «أي اعتداء أو استفزاز لرجل الأمن في الحرمين يُعد جريمة جسيمة». الهدف هنا ليس حماية فردية، بل صون هيبة الجهاز الأمني ومنع تسييس خدمته الجليلة لضيوف الرحمن.

تُظهر التجارب الدولية أهمية الموازنة بين حماية رجل الأمن ومساءلته، ففي بريطانيا، تُعتبر الاعتداءات أو الإهانات أو عرقلة عمل الشرطة جرائم خطيرة تستوجب العقوبة، بينما تنص تشريعات أوروبا وأمريكا على أن أي اعتداء على رجال الأمن ظرف مشدد للعقوبة مع ضوابط صارمة لاستخدام القوة، وتشير تقارير الاتصال الأمني إلى ضرورة تبني الأجهزة الأمنية استراتيجيات تواصل فعالة تشرح مهامها وتوضح الحقائق بسرعة عبر المنصات الرقمية وهو ما نراه كثيرا في بيانات وزارة الداخلية السعودية، وتؤكد التجارب أن وضوح النظام والعقوبة للطرفين يعزز الثقة العامة ويحافظ على الصورة الإيجابية والمهنية للأجهزة الأمنية، ويُكرّس مفهوم رجل الأمن كرمزٍ للانضباط والإنسانية معًا.

لقد آن الأوان لإصدار نظام خاص بالحرمين الشريفين يجرّم محاولات استفزاز رجال الأمن أو تصويرهم أو مخالفة توجيهاتهم، وأن يُعمَّم ذلك على البعثات والسفارات ويُترجم للغات الحجاج كافة؛ فلا يجوز تسييس خدمة ضيوف الرحمن أو توظيف الحوادث الفردية في حملات مغرضة، رجل الأمن في الحرم يستحق التقدير لا التشهير، والاحترام لا الاستغلال، وحمايته مسؤولية وطنية تعبّر عن احترامنا لقدسية المكان وشرف المهمة. من يصور أو يستفز رجل الأمن يجب أن يُقدَّم للعدالة، فصون رجال الأمن صونٌ لهيبة الدولة ولرسالتها الإنسانية في خدمة بيت الله الحرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى