Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الصين وروسيا تجريان مناورات ضد الصواريخ الباليستية

كشفت وزارة الدفاع الصينية عن إجراء جولة ثالثة من المناورات العسكرية المشتركة مع روسيا، والتي تركز على التدريب على التصدي للصواريخ الباليستية. تأتي هذه المناورات في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، وتعكس تعزيز التعاون العسكري بين بكين وموسكو. وتهدف هذه التدريبات، التي جرت على الأراضي الروسية في أوائل ديسمبر، إلى رفع مستوى التنسيق الاستراتيجي بين البلدين.

وأكدت الوزارة الصينية أن هذه المناورات لا تستهدف أي دولة أو منطقة معينة، وأنها ليست رد فعل على أي تطورات دولية حالية. ومع ذلك، فإن توقيت هذه التدريبات يثير تساؤلات حول الرسائل التي قد ترغب الصين وروسيا في إرسالها إلى القوى الأخرى، خاصةً الولايات المتحدة وحلفاءها.

المناورات العسكرية الصينية الروسية: سياق إقليمي ودولي معقد

تأتي هذه المناورات في سياق متوتر يشهد تصاعدًا في التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى. تستمر الحرب في أوكرانيا في إلقاء بظلالها على العلاقات بين روسيا والغرب، بينما تزداد المخاوف بشأن الطموحات الصينية في منطقة المحيط الهادئ، وخاصةً فيما يتعلق بتايوان.

وقد أجرت الدولتان محادثات سابقة حول الدفاع الصاروخي والاستقرار الاستراتيجي، بالإضافة إلى تدريبات بحرية مشتركة في بحر اليابان في أغسطس الماضي. وتشير هذه الأنشطة إلى رغبة مشتركة في تعزيز القدرات الدفاعية وتبادل الخبرات العسكرية.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية

وقعت روسيا والصين اتفاق شراكة استراتيجية “بلا حدود” في عام 2022، قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا. يتضمن هذا الاتفاق التزامًا بتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية. وتعتبر هذه الشراكة بمثابة تحدٍ للنظام العالمي القائم الذي تقوده الولايات المتحدة.

مخاوف بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي

تعبر كل من روسيا والصين عن قلقهما بشأن السياسات العسكرية والأمنية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وتشعر الصين بشكل خاص بالاستياء من الدعم الأمريكي لتايوان، التي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة. كما ترفض الصين الاعتراف بسيادة دول أخرى على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، وتصر على أنها تتمتع بحقوق تاريخية في هذه المنطقة.

وفي وقت سابق، أعربت تايوان عن قلقها إزاء الأنشطة العسكرية الصينية المتزايدة بالقرب من الجزيرة. وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن الصين نشرت سفنًا حربية في البحر الأصفر وبحر الصين الجنوبي، مما يمثل “تهديدًا” للأمن الإقليمي.

ردود الفعل الدولية

لم تصدر ردود فعل رسمية واسعة النطاق من الدول الغربية حتى الآن، لكن من المتوقع أن تثير هذه المناورات انتقادات من الولايات المتحدة وحلفائها. ويرى بعض المحللين أن هذه التدريبات هي بمثابة رسالة تحذيرية للغرب، وأنها تهدف إلى إظهار التضامن بين روسيا والصين في مواجهة الضغوط الدولية.

من جانبه، قلل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية من أهمية هذه المخاوف، مؤكدًا أن بلاده تتبع “سياسة دفاعية” وأنها لا تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن الصين تأمل في أن تتجنب الأطراف المعنية “المبالغة في ردود أفعالها” وأن تتجنب نشر “معلومات مضللة”.

الاستقرار الاستراتيجي والأسلحة النووية

أعربت كل من روسيا والصين عن قلقهما بشأن خطط الولايات المتحدة لبناء درع مضاد للصواريخ، والمعروف باسم “القبة الذهبية”. كما أعربتا عن معارضتهما لاستئناف التجارب النووية الأمريكية. وتعتبران أن هذه الخطط قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاستراتيجي العالمي وإطلاق سباق تسلح جديد.

وتشير هذه المخاوف إلى أن روسيا والصين تسعيان إلى الحفاظ على نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث لا تهيمن عليه دولة واحدة. وتريدان أيضًا ضمان عدم تعرضهما لأي تهديدات عسكرية من قبل الولايات المتحدة أو حلفائها.

من المتوقع أن تستمر المناورات العسكرية الصينية الروسية في المستقبل، وأن تزداد تعقيدًا وتنوعًا. وستراقب الدول الأخرى هذه التطورات عن كثب، وستحاول تقييم تأثيرها على الأمن الإقليمي والعالمي. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه التدريبات ستؤدي إلى تصعيد التوترات أو إلى إيجاد حلول دبلوماسية، لكنها تشير بالتأكيد إلى أن العالم يشهد تحولًا كبيرًا في ميزان القوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى