ميرتس: دعم إسرائيل هو “النواة الأساسية والثابتة” لسياسة ألمانيا

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال زيارته إلى القدس يوم السبت، على أن دعم ألمانيا لإسرائيل يظل جزءًا أساسيًا من سياستها الخارجية. تأتي هذه الزيارة في ظل تطورات إقليمية حساسة، وبعد فترة من التوتر في العلاقات بين البلدين بسبب سياسات تصدير الأسلحة الألمانية. وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين ألمانيا وإسرائيل، ومناقشة التحديات المشتركة، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية.
ووصف ميرتس وجوده في القدس بأنه “شرف عظيم”، مشددًا على أن الوقوف إلى جانب إسرائيل هو “نواة أساسية وثابتة لسياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية”. جاء ذلك في بداية زيارته الرسمية، وهي الأولى له منذ توليه منصبه كمستشار. ومن المقرر أن يلتقي ميرتس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
دعم ألمانيا لإسرائيل: التحديات والفرص
أثارت قرارات سابقة لميرتس، وتحديدًا فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل ردًا على الأحداث في غزة، استياءً في تل أبيب. وقد تم رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر الماضي بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وعلق ميرتس على هذه القرارات قائلاً إنها جاءت ردًا على “تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة” التي أثارت بعض “المعضلات”.
ومع ذلك، أكد ميرتس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، واصفًا إياه بأنه “الطريقة الوحيدة لضمان حق إسرائيل في الوجود”. ويشير هذا التأكيد إلى رغبة ألمانيا في الحفاظ على علاقات قوية مع إسرائيل، مع التأكيد على أهمية احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان. وتعتبر قضية تصدير الأسلحة من القضايا الحساسة التي تتطلب موازنة دقيقة بين المصالح السياسية والأخلاقية.
مباحثات محتملة حول وقف إطلاق النار في غزة
من المتوقع أن تركز مباحثات ميرتس ونتنياهو على الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويواجه هذا الاتفاق تحديات كبيرة، بما في ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين، وتحقيق تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل. وتعتبر ألمانيا من بين الدول التي تدعم هذه الجهود، وتسعى إلى تسهيل التوصل إلى حل دائم للصراع.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يناقش الطرفان الوضع في الضفة الغربية المحتلة، وتصاعد العنف من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين. وقد أعرب ميرتس عن قلقه بشأن هذه التطورات، ودعا إلى حماية المدنيين الفلسطينيين وضمان حقوقهم. وتشكل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق السلام، وتعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقبيل زيارته لإسرائيل، التقى ميرتس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان. وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأبرز التطورات في المنطقة. وأكد الملك عبد الله الثاني على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتعتبر الأردن من بين الدول العربية التي تحافظ على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتسعى إلى لعب دور بناء في عملية السلام.
كما دعا ميرتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إجراء “إصلاحات ضرورية وعاجلة” في السلطة الفلسطينية، بهدف تمكينها من “أداء دور بناء” في قطاع غزة بعد الحرب. وأشاد ميرتس بـ”الموقف المتعاون” للسلطة الفلسطينية تجاه خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا مجددًا دعم برلين لحل الدولتين. ويعتبر حل الدولتين هو الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويحظى بدعم دولي واسع.
في الختام، من المتوقع أن تشكل زيارة المستشار الألماني لإسرائيل محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الطرفين، بما في ذلك الوضع في غزة والضفة الغربية، وقضية تصدير الأسلحة. وسيتعين على ميرتس ونتنياهو العمل معًا لإيجاد حلول لهذه التحديات، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة. وستظل تطورات الوضع الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هي المؤشر الرئيسي لنجاح هذه الجهود.





