Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السعودية

استشاري: رش العطور على الرقبة لا يؤثر على الغدة الدرقية

أثار موضوع رش العطور على الرقبة جدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة، خاصةً مع انتشار بعض المعلومات حول تأثيرها المحتمل على الغدة الدرقية. البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أستاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء، قدم توضيحات حول هذا الأمر، مؤكداً أن رش العطور على الرقبة لا يسبب بالضرورة أمراضاً مباشرة للغدة الدرقية، لكنه قد يحمل مخاطر صحية أخرى تتعلق بالجلد. وقد جاءت هذه التصريحات خلال مداخلة له في برنامج “سبعة الصبح” على إذاعة العربية إف إم.

جاءت تصريحات الآغا رداً على استفسارات حول المخاوف المتزايدة من تأثير المواد الكيميائية الموجودة في العطور على منطقة الرقبة الحساسة. وأشار إلى أن هذه المخاوف ليست مبنية على دراسات علمية قوية، وأن امتصاص الجلد للعطور ليس كبيراً بما يكفي لإحداث ضرر مباشر للغدة الدرقية، إلا في حالات الاستخدام المفرط للعطور عالية التركيز. هذا الموضوع يثير اهتماماً كبيراً في ظل الإقبال المتزايد على استخدام العطور بأنواعها المختلفة.

تأثير العطور على الرقبة: ما الذي قاله الدكتور الآغا؟

أوضح البروفيسور الآغا أن الخطر الأكبر من رش العطور على الرقبة لا يكمن في تأثيرها على الغدة الدرقية، بل في ردود الفعل المحتملة التي قد تحدث على الجلد. ففي حال اختراق العطر للجلد، قد يؤدي إلى تهيج أو احمرار أو ظهور حساسية جلدية.

بالإضافة إلى ذلك، حذر الآغا من أن التعرض لأشعة الشمس بعد رش العطر قد يزيد من خطر ظهور بقع داكنة على الجلد، وهي حالة شائعة تعرف بفرط التصبغ. ويرجع ذلك إلى أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في العطور تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية.

الغدة الدرقية والعطور: نظرة علمية

أكد الآغا أنه لا يوجد دليل قاطع على أن العطور تؤثر بشكل مباشر على وظيفة الغدة الدرقية أو إفراز الهرمونات. ومع ذلك، أشار إلى أن بعض الدراسات الأولية تشير إلى أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في العطور قد تتداخل مع عمل بعض الهرمونات في الجسم، ولكن هذه النتائج لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتأكيد.

من المهم الإشارة إلى أن الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في مقدمة الرقبة، وتلعب دوراً حيوياً في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي والنمو والتطور. لذلك، فإن أي تأثير محتمل على هذه الغدة يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

مخاطر العطور: التركيز والمكونات

يركز الخبراء على أن تركيز العطر يلعب دوراً هاماً في تحديد مدى خطورته المحتملة. العطور التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول والمواد العطرية المركزة قد تكون أكثر عرضة للتسبب في تهيج الجلد أو الحساسية.

علاوة على ذلك، فإن مكونات العطر نفسها يمكن أن تكون مصدر قلق. بعض العطور تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة بالصحة، مثل الفثالات والبارابين. ينصح الخبراء باختيار العطور التي تحتوي على مكونات طبيعية وتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

تعتبر العطور جزءاً لا يتجزأ من روتين العناية الشخصية لدى الكثيرين، ولكن من الضروري استخدامها بحذر وتجنب رشها مباشرة على الرقبة أو أي منطقة حساسة أخرى من الجلد. كما ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس بعد رش العطر، واختيار المنتجات التي تحتوي على مكونات طبيعية.

في سياق متصل، تشير بعض التقارير إلى أن هناك زيادة في حالات الحساسية الجلدية المرتبطة باستخدام العطور، خاصةً بين النساء والأطفال. ويعزو الخبراء ذلك إلى زيادة استخدام العطور التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية، بالإضافة إلى ضعف مناعة الجلد لدى بعض الأشخاص.

تتزايد الدعوات إلى زيادة الوعي بمخاطر العطور وتشجيع الشركات المصنعة على استخدام مكونات أكثر أماناً. كما يوصي الأطباء بإجراء اختبار حساسية قبل استخدام أي عطر جديد، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من حساسية جلدية معروفة.

من الجدير بالذكر أن هناك بدائل طبيعية للعطور التقليدية، مثل الزيوت العطرية. تعتبر الزيوت العطرية خياراً آمناً وصحياً للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلد أو الذين يفضلون استخدام المنتجات الطبيعية.

في الختام، لا تزال الأبحاث جارية لتقييم التأثيرات الصحية طويلة المدى للعطور. من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة توصيات أكثر تفصيلاً بشأن استخدام العطور في المستقبل القريب، بناءً على نتائج هذه الأبحاث. وينبغي على المستهلكين متابعة هذه التطورات واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية صحتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى