الصحة المصرية: تقديم 19.2 مليون خدمة طبية بالمنشآت الطبية في محافظة القاهرة

أعلنت وزارة الصحة والسكان عن تقديم أكثر من 19 مليون خدمة طبية للمواطنين في محافظة القاهرة خلال الفترة من يناير إلى بداية ديسمبر 2025. شملت هذه الخدمات مجموعة واسعة من التخصصات الطبية، بدءًا من الرعاية الأولية وصولًا إلى العمليات الجراحية الدقيقة، وذلك في إطار جهود الوزارة لتحسين جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها لتلبية احتياجات السكان. يأتي هذا الإعلان متوافقًا مع أهداف رؤية “مصر 2030” التي تهدف إلى تطوير القطاع الصحي وجعله أكثر كفاءة وشمولية.
توسع نطاق الخدمات الطبية في القاهرة
وفقًا لبيانات وزارة الصحة، قدمت المستشفيات في القاهرة 9 ملايين و386 ألفًا و674 خدمة طبية متنوعة. تضمنت هذه الخدمات الاستقبال في أقسام الطوارئ، والعيادات الخارجية، بالإضافة إلى جلسات الغسيل الكلوي، والرعاية المركزة، وحضانات الأطفال حديثي الولادة، والتدخلات الجراحية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير خدمات التشخيص عن بعد في 4 مستشفيات، مما يعكس التوجه نحو الاستفادة من التكنولوجيا في تقديم الرعاية الصحية.
لم يقتصر تقديم الخدمات على المستشفيات الثابتة، بل امتد ليشمل القوافل العلاجية التي قدمت 102 ألفًا و713 خدمة في 61 قافلة، استهدفت المناطق الأكثر احتياجًا في المحافظة. تهدف هذه القوافل إلى الوصول إلى الفئات السكانية التي تواجه صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية التقليدية، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم في أماكن إقامتهم.
تطوير البنية التحتية والمرافق الطبية
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، على أن الوزارة قامت برفع كفاءة أقسام طبية في 12 مستشفى، بالإضافة إلى استحداث تخصصات دقيقة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى. وشملت هذه التخصصات وحدة مناظير الجهاز الهضمي ورسم المخ للأطفال بمستشفى حميات العباسية، ووحدة علاج التصلب المتعدد وتطوير قسم المناظير وجراحات الوجه والفكين بمستشفى المنيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير الخدمات في مستشفيات أخرى، مثل مستشفى الخليفة الذي شهد حقن البلازما في المفاصل وافتتاح عيادات جديدة للسمعيات والأنف والأذن. كما تم تطوير عيادة المتابعة بالليزر والتجميل بمستشفى الحوض المرصود، ووحدة العمليات وعيادة تقويم الأسنان بمستشفى رمد قلاوون. هذه التحسينات تساهم في رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
وشملت التطويرات أيضًا استحداث وحدة الأعصاب وإذابة الجلطات وتجهيز جراحات القلب المفتوح بمستشفى شبرا العام، بالإضافة إلى تطوير مناظير الجهاز الهضمي والعظام وجراحات التجميل في مستشفى روض الفرج. كما تم إضافة عيادات متخصصة في التأهيل والروماتيزم ومخ وأعصاب الأطفال والتغذية العلاجية في نفس المستشفى. وفي مستشفى الشروق، تم تطوير وحدة العمليات وإضافة عيادات نفسية وعصبية وعلاج طبيعي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى خدمات حقن المفاصل.
تعزيز دور الرعاية الأولية
لم تغفل وزارة الصحة عن أهمية الرعاية الأولية في الوقاية من الأمراض وتوفير الخدمات الصحية الأساسية. فقد قدمت مراكز الرعاية الأولية في القاهرة 9 ملايين و849 ألفًا و499 خدمة، تشمل العيادات الصباحية والمسائية، والعلاج الطبيعي، والتطعيمات، وتنظيم الأسرة.
وقد حصلت 13 مركزًا من هذه المراكز على اعتماد هيئة الاعتماد والرقابة، مما يؤكد التزامها بمعايير الجودة والسلامة. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل 3 مراكز أخرى للحصول على الاعتماد، مما يعكس الجهود المستمرة لرفع مستوى أداء هذه المراكز.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور تامر مدكور، وكيل الوزارة بالقاهرة، إلى افتتاح معهد تمريض بمستشفى روض الفرج، والإشراف على 17 مدرسة تمريض، مما يساهم في توفير الكوادر المؤهلة للعمل في القطاع الصحي. كما بلغ عدد بنوك الدم المرخصة في القاهرة 8 بنوك، مما يضمن توفير الدم ومشتقاته للمرضى المحتاجين.
حصل مستشفى المنيرة على اعتماد دولي في مكافحة العدوى من الجمعية البريطانية (BSAC)، مما يؤكد التزام المستشفى بتطبيق أعلى معايير السلامة والوقاية من انتشار العدوى. كما حاز مركز طبي الأسمرات على المركز الثاني في مسابقة التميز لمراكز الرعاية الأولية، مما يعكس جودة الخدمات المقدمة في هذا المركز.
ولتحسين أداء العاملين في القطاع الصحي، تم تنظيم 1249 دورة تدريبية تخصصية في المستشفيات، و6077 دورة تدريبية وورش عمل في الإدارات الصحية. كما كثفت الوزارة الحملات المرورية على المنشآت الطبية غير الحكومية والغذائية، للتأكد من تطبيقها للاشتراطات والإرشادات الإكلينيكية، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفات.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة والسكان في جهودها لتطوير الخدمات الصحية في القاهرة والمحافظات الأخرى، مع التركيز على تعزيز دور الرعاية الأولية وتوفير التخصصات الطبية الدقيقة. وستراقب الوزارة عن كثب مؤشرات الأداء وتقييم رضا المرضى، لتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التحسين. كما ستعمل الوزارة على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم الرعاية الصحية، وتوفير التدريب اللازم للعاملين في القطاع الصحي.





