إقبال كبير على «شتانا في حتا» في أول أيامه

انطلقت أمس فعاليات النسخة الأولى من مهرجان «شتانا في حتا» ضمن الموسم الجديد لوجهات دبي بالتعاون بين براند دبي، واللجنة العُليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا، وتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات الثقافية المتنوعة والتجارب الترفيهية والرياضية، التي شهدت إقبالاً كبيراً وتفاعلاً من الجمهور الذي توافد على مواقع إقامة الفعاليات في بحيرة ليم وحتا وادي هوب، وتجول بين المعالم السياحية الفريدة التي تضمها المنطقة كالقرية التراثية وحصن حتا.
وتميزت فعاليات مهرجان «شتانا في حتا» بتنوع الأنشطة الترفيهية التي تناسب العوائل والأفراد، وتوزعت أماكن الفعاليات والأنشطة لتكون قريبة ومناسبة لزوار حتا، ومنها فعاليات وادي هب الذي يقدم العديد من التجارب السياحية التراثية، بمشاركة أهالي المنطقة، حيث يتواجد فيه أكثر من 50 مشروعاً تجارياً تابعاً لأهالي حتا.
عرض الأضواء وشهد المهرجان حضوراً كبيراً من المواطنين والمقيمين من مختلف الفئات العمرية، الذين توافدوا للاستمتاع بالفعاليات الترفيهية المتنوعة والفنون الشعبية، كما شهد المهرجان عرض الأضواء الجبلية في «بحيرة ليم»، وإضاءة حصن حتّا التي ستستمر طوال أيام المهرجان للترحيب بزوار حتّا، بالإضافة إلى الإضاءة الرئيسية في منطقة حتّا لتعزيز الأجواء الاحتفالية على طيلة أيام الحدث الذي يستمر حتى 31 ديسمبر الجاري، طوال أيام الأسبوع من الساعة 3 عصراً وحتى 9 مساءً، وأيام العطلات الأسبوعية (السبت والأحد) من الساعة 10 صباحاً وحتى 10 مساءً.
وأضافت بحيرة ليم الجديدة في منطقة حتا لمسة من الجمال على المنطقة الخلابة، والتي امتدت على مساحة ثلاثة هكتارات، طورتها اللجنة العُليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا في قلب المنطقة الجبلية، لتضيف جمالاً لطبيعة حتا الساحرة مع إطلالة رائعة على مواقعها المتميزة، والتي تركزت فيها فعاليات مهرجان «شتانا في حتا» على طول البحيرة ليستمتع الزوار بالمناظر الطبيعية الرائعة، ومشهد غروب الشمس بين جبال حتا، كما أتاح لهم ذلك فرصة الاستمتاع بنزهة على ضفاف البحيرة، وركوب الدراجات الهوائية على المسار المخصص لها.
أحضان الطبيعة
كما أتاح «حتّا وادي هب» لزوار المهرجان قضاء أمتع الأوقات في أحضان الطبيعة مع الاستمتاع بمرافق خدمية عصرية، حيث يوفر لهم فعاليات ترفيهية وأنشطة فنية ومنطقة تضم عربات طعام تقدم الوجبات السريعة المتنوعة، ومجموعة من المطاعم المحلية لتناول أطيب المأكولات العربية، بالإضافة إلى مجموعة من المرافق المخصصة للتخييم والمبيت في الخلاء.
ويحظى زوار المهرجان بفرصة التعرف بشكل أقرب على تاريخ حتّا الذي يشكل جزءاً مهماً من تاريخ إمارة دبي، وما كانت عليه هذه المنطقة الحيوية منذ مئات السنين في فترة القلاع والحصون في الإمارات، إلى جانب زيارة قرية حتا التراثية، حيث افتتحت القرية في عام 2001 بعد أن عملت حكومة دبي على ترميم منطقة القرية وإعادة بنائها، لتصبح متحفاً ومعلماً سياحياً يهدف إلى تعريف الزوار بالحقبة التاريخية للمنطقة، وتقع هذه القرية في قلب مدينة حتّا وتطل على جبلين كانا يسميان قديماً «الحجرين»، ومزارع يخترقها فلج ماء، وتضم القرية 30 مبنى قديماً، بالإضافة إلى محال لبيع المقتنيات التراثية.
وأشاد زوار بالتنظيم المتميز للمهرجان ونوعية الفعاليات التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، مشيرين إلى أن طبيعة الأنشطة والبرامج تتناسب مع الهوية التراثية والعمرانية لمنطقة حتا التي تزخر بالعديد من المعالم الاستثنائية، كما أنها تقدم جرعة معرفية للزوار عن تاريخ حتا العريق وإرثها الثقافي.
وقال حسن الحريري، إن مهرجان «شتانا في حتا» تميز بحسن التنظيم وتنوع الفعاليات والأنشطة التي تستهوي مختلف الشرائح، وأضفت على الأجواء الباردة التي تتمتع بها حتا مزيداً من البهجة، وصنعت متنفساً جديداً للعوائل والأفراد الذين باتوا يقصدون المنطقة للتمتع بالمناظر الخلابة التي تنفرد بها حتا.
وأضاف إنه يقيم في حتا منذ قرابة 20 عاماً، وشهد التطور المتسارع الذي تشهده المنطقة عاماً بعد آخر، والذي تميز بحسن التنظيم والتخطيط بعيد المدى، لافتاً إلى أن الخدمات والمرافق التي تمتلكها حتا أصبحت علامة فارقة فيها وتميزها عن باقي المدن والمناطق، إذ حافظت على هوية حتا التراثية وطابعها الجبلي، حيث جاءت جميع مظاهر التطور والمشاريع لتكرس هوية حتا المتفردة.
مناظر خلابة
من جانبه، قال محمد الدياب، إن المنظمين نجحوا بامتياز في اختيار مواقع تنظيم الفعاليات التي أطلت على مناظر خلابة تنفرد بها حتا، وهو ما يشجع العوائل والزوار على التجول لساعات طويلة في أحضان الطبيعة والتمتع بالفعاليات الترفيهية، مشيراً إلى أن دقة التنظيم لفتت انتباهه، فكل شيء يسير وفق منظومة متكاملة تتجلى فيها كل عناصر التنظيم والنظافة، إلى جانب عناصر الإبهار بكل ما تحمله من تفاصيل دقيقة لإرث المنطقة.
وأوضح أن العوائل تبتهج كثيراً عندما تكون الأجواء بهذا الجمال، حيث تجد دافعاً أكبر للخروج وزيارة الفعاليات بشكل أكبر، إذ إن الأجواء مهيأة لقضاء أوقات جميلة، ويكون الأفراد معظم الأوقات مجتمعين مستمتعين بالأجواء اللطيفة.
حراك ثقافي
بدوره، قال سليم بارولي، إن تنوع الفعاليات وتوزع أماكن إقامتها يعطي الزائر فرصة لتخصيص أيام معينة لكل فعالية، وزيارة المواقع التي تقام بها الفعاليات على حدة، حيث ساهم هذا التوزيع في توفير أجواء أكثر احتفالية وأوقات سعيدة تقضيها الأسر معاً، لافتاً إلى أن الفعاليات الحالية ترسم البهجة، كما أن هناك حراكاً ثقافياً وفكرياً، أي أن المهرجان بطبيعته يخلق جواً من المتعة والفائدة في نفس الوقت.
من جهته، قال سعود عبدالله إن الفعاليات تحمل بين ثناياها تفاصيل دقيقة تبعث البهجة والفرح والفكر والترفيه، حيث نجح المهرجان في أن يكون مساحة كبيرة لقضاء أوقات من المتعة والإثارة وسط أجواء احتفالية مريحة يمكن للأسر وجميع زوار المهرجان أن يتوافدوا على فعالياته في كافة المواقع والاستمتاع بالجو الشتوي البارد والفعاليات الفريدة من نوعها.