تحل اليوم الذكرى الـ 40 لتدشين سوق دبي الحرة في 20 ديسمبر 1983، والتي تحولت إلى واحدة من أكبر الأسواق الحرة العالمية وباتت تلعب دوراً محورياً في الارتقاء بقطاع البيع بالتجزئة في المطارات العالمية، ونمت رغم المنافسة العالمية بالتوازي مع صعود دبي في كل المؤشرات العالمية.
ولم تكن دبي هي من اكتشف فكرة السوق الحرة في المطارات، ولكنها أعادت بريق الحياة للأسواق الحرة بعد أن دخلت مرحلة سبات عالمي، وكما هي روح دبي التسويقية الناجحة والمغامرة، كذلك كانت السياسة التسويقية المتبعة في سوق دبي الحرة، والتي كان لها الأثر الكبير في إعادة الحياة لهذه الأسواق.
وتعد سوق دبي الحرة واحدة من أكبر المساحات المعفاة من الرسوم الجمركية في العالم وتغطي مساحة تجزئة إجمالية تبلغ 40 ألف متر مربع عبر مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهمت سوق دبي الحرة في رفع مكانة دبي من خلال الترويج للأحداث الدولية رفيعة المستوى مثل: بطولة سوق دبي الحرة للتنس، وبطولة سوق دبي الحرة أيرلندا المفتوحة والتي تحقق أكثر من مليار دولار من النقل التلفزيوني لدبي. ونجحت سوق دبي الحرة في تحقيق نمو ملحوظ في حجم مبيعاتها السنوية منذ نشأتها لترتفع من 20 مليون دولار في عام 1984 لتصل إلى 1.74 مليار دولار في العام الماضي، مع توقع وصول مبيعات عام 2023 إلى ما يزيد على 2 مليار دولار، في حين وصل إجمالي مبيعات سوق دبي الحرة منذ تأسيسها إلى 106.5 مليارات درهم (29 مليار دولار)، كما حولت سوق دبي الحرة 441 مسافراً عبر المطار إلى مليونيرات عبر مسابقة «مليونير الألفية»، وقدمت للمسافرين 1858 سيارة من مختلف الطرازات الرياضية والفارهة، فيما بلغ عدد الدراجات النارية 558 دراجة من مختلف الأنواع.
وفي خضم الرحلة إلى القمة، حصلت سوق دبي الحرة على 760 جائزة محلية وعالمية، الأمر الذي يعكس نجاح سوق دبي الحرة والسمعة العالمية التي رسختها في صناعة مبيعات التجزئة في المطارات العالمية.
ويعود نمو سوق دبي الحرة وتطورها إلى عوامل عدة لعل أبرزها: الدعم والتشجيع الكبيرين من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة ودعم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة سوق دبي الحرة.
كما شكل العامل البشري أحد أبرز عوامل نجاح سوق دبي الحرة، حيث وصل عدد العاملين فيه إلى 5400 شخص من 55 جنسية، بالإضافة إلى الاهتمام بتطبيق آخر التقنيات المستخدمة في الأسواق الحرة بالمطارات العالمية.
ونجحت سوق دبي الحرة في الاستفادة من القوة الجذابة لمطار دبي الدولي الذي تصدر المطارات العالمية في عدد المسافرين الدوليين، كما كان نجاح استراتيجية «طيران الإمارات» وفلاي دبي التوسعية من أهم محركات نجاح سوق دبي الحرة الذي تطور ليصبح الأكبر من حيث المبيعات عالمياً، وهو يخدم المسافرين عبر وإلى دبي على مدار الساعة.
وتتطلع سوق دبي الحرة خلال السنوات المقبلة إلى البناء على الإنجازات السابقة ومواصلة العمل على تعزيز النمو والارتقاء بجودة الخدمة التي حققت سمعة عالمية، بالتوازي مع الترويج لدبي في مختلف المحافل، كما تسعى دائماً إلى مواكبة آخر المستجدات في عالم أسواق التجزئة.
