العراقيون غاضبون إثر إلغاء مباراة بالدوري بعد 17 دقيقة من بدئها

في تطور غير مسبوق هزّ الأوساط الرياضية في العراق، اضطر حكم مباراة نادي القاسم والكهرباء في الدوري العراقي إلى إنهاء اللقاء بعد 17 دقيقة فقط من بدايته. يعود السبب الرئيسي لهذا القرار الاستثنائي إلى النقص الحاد في صفوف فريق القاسم، مما أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الدوري العراقي والأزمات المالية التي تعاني منها بعض الأندية.
وقعت الحادثة خلال الجولة الثامنة من المسابقة المحلية يوم الثلاثاء الماضي، حيث بدأ فريق القاسم المباراة بتشكيلة لا تتجاوز ثمانية لاعبين، بمن فيهم حارس المرمى. تفاقمت المشكلة بإصابة أحد اللاعبين، مما جعل الفريق غير قادر على إكمال المباراة وفقاً لقوانين كرة القدم، حيث لا يمتلك بديلاً مسجلاً في القائمة الرسمية.
أزمة مالية تهدد استقرار الدوري العراقي
تأتي هذه الواقعة كنتيجة مباشرة للأزمة المالية التي تضرب نادي القاسم، والتي تعود جذورها إلى عقوبات سابقة فرضت عليه بسبب احتجاج على قرارات تحكيمية. ووفقاً لمصادر محلية، لم يتلق لاعبو القاسم رواتبهم منذ خمسة أشهر، مما أثر بشكل كبير على معنوياتهم واستعدادهم للمباريات.
ورغم محاولات إدارة النادي لحل هذه المشكلة من خلال تقديم شكاوى رسمية إلى اتحاد الكرة العراقي، إلا أن الجهود لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن. هذا النقص في الموارد المالية يعيق قدرة النادي على تسجيل لاعبين جدد أو حتى الاحتفاظ باللاعبين الحاليين.
وكان نادي القاسم قد هدد بالانسحاب من الدوري في وقت سابق، لكنه قرر خوض مباراة الكهرباء على الرغم من الظروف الصعبة. الوضع المالي الصعب أثر بشكل واضح على قدرة الفريق على المنافسة، خاصةً بعد أن كان يعتبر من أبرز الفرق في الموسم الماضي.
تفاعل واسع من الجمهور العراقي
أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستياء بين الجماهير العراقية، التي عبرت عن تضامنها مع لاعبي القاسم وإدارته. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات التي تنتقد الوضع المالي للأندية العراقية وتطالب بحلول جذرية لضمان استقرارها.
العديد من المشجعين أبدوا استغرابهم من السماح لفريق بالمشاركة في الدوري وهو يعاني من نقص حاد في اللاعبين والموارد المالية. كما طالب البعض بضرورة تدخل الجهات الحكومية والمؤسسات الرياضية لإنقاذ الأندية المتعثرة ودعمها مالياً.
من جهته، أعرب نادي الكهرباء عن أسفه لما حدث، مؤكداً تضامنه الكامل مع فريق القاسم وجماهيره. ونشر النادي تعليقاً على صفحته الرسمية على فيسبوك جاء فيه: “نأسف لما حصل .. كامل التضامن مع فريق القاسم وجماهيره”.
وتشير التقارير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الأندية العراقية أزمات مالية خانقة. فالاعتماد على الدعم الحكومي وعدم وجود مصادر دخل مستدامة يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الرياضة العراقية. كرة القدم العراقية تحتاج إلى استثمارات جديدة وتنويع مصادر الدخل لضمان مستقبلها.
وفي سياق متصل، يرى بعض المحللين أن هذه الحادثة قد تكون بمثابة ناقوس خطر لاتحاد الكرة العراقي، داعياً إلى إعادة النظر في معايير المشاركة في الدوري وتوفير ضمانات مالية للأندية. كما شددوا على أهمية تطوير البنية التحتية للرياضة العراقية وتشجيع الاستثمار الخاص.
من المتوقع أن يعقد اتحاد الكرة العراقي اجتماعاً طارئاً خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة هذه القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة. وسيكون من بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال تحديد مصير مباراة القاسم والكهرباء، بالإضافة إلى بحث سبل دعم الأندية المتعثرة مالياً. يبقى مستقبل المسابقات العراقية معلقاً إلى حين اتخاذ قرارات حاسمة من قبل الجهات المعنية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مستقبل اللاعبين في نادي القاسم غير واضح، حيث يخشى البعض من أن يضطروا إلى البحث عن أندية أخرى لضمان الحصول على رواتبهم ومستقبلهم المهني. هذه الأزمة تلقي بظلالها على الرياضة في العراق بشكل عام، وتدعو إلى ضرورة إيجاد حلول مستدامة لضمان استقرارها وتطورها.




