تركيا: الصندوق الأسود للطائرة الليبية المنكوبة سيُحلّل بدولة محايدة

أعلنت السلطات التركية اليوم عن العثور على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الليبية التي تحطمت مساء الثلاثاء بالقرب من أنقرة، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، بمن فيهم رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، محمد علي الحداد. التحقيق في حادثة الطائرة الليبية مستمر، وسيتم تحليل الصندوق الأسود في دولة محايدة لتحديد الأسباب الدقيقة للتحطم. هذا الحادث يثير تساؤلات حول سلامة الطيران المدني والعسكري في المنطقة.
تفاصيل الحادثة وتحليل الصندوق الأسود
وفقًا لوزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، سيخضع مسجل الصوت ومسجل بيانات الرحلة للتحليل في دولة محايدة، وذلك بعد إجراء فحص أولي للبيانات. لم يتم تحديد الدولة المحايدة بعد، لكن القرار يهدف إلى ضمان شفافية ونزاهة عملية التحقيق. هذا الإجراء يتماشى مع المعايير الدولية للتحقيق في حوادث الطيران.
وكان وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، قد أعلن في وقت سابق عن العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت في موقع التحطم. فرق التحقيق باشرت عملها على الفور لجمع الأدلة وتحليلها، بهدف فهم التسلسل الكامل للأحداث التي أدت إلى سقوط الطائرة.
مسار الرحلة والاتصالات الأخيرة
أفاد يرلي قايا أن الطائرة، وهي من طراز فالكون 50، أبلغت عن عطل كهربائي بعد حوالي 15 دقيقة من الإقلاع من مطار أسن بوغا في أنقرة. كانت الطائرة في طريقها إلى طرابلس، العاصمة الليبية، وعلى متنها وفد عسكري بقيادة رئيس الأركان محمد علي الحداد. بعد الإبلاغ عن العطل، طلبت الطائرة العودة إلى المطار، لكن الاتصال بها فقد بعد 20 دقيقة في منطقة هايمانا.
التحقيقات الأولية تركز على فحص سجلات الصيانة للطائرة، بالإضافة إلى تحليل بيانات الرادار والاتصالات الجوية. الهدف هو تحديد ما إذا كان العطل الكهربائي هو السبب الرئيسي للحادثة، أو ما إذا كانت هناك عوامل أخرى ساهمت في التحطم.
الزيارة الرسمية والتعاون التركي الليبي
الرئيس الحداد كان يقوم بزيارة رسمية لأنقرة بدعوة من نظيره التركي، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين. وقد استقبله كل من وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان التركي خلال الزيارة. هذه الزيارة تأتي في سياق الجهود المستمرة لتركيا لدعم الاستقرار في ليبيا.
التعاون بين تركيا وليبيا يشمل مجالات متعددة، بما في ذلك التدريب العسكري، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير القدرات الدفاعية. العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في مجالات مختلفة. هذا الحادث قد يؤثر مؤقتاً على وتيرة هذه الزيارات والتعاون.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن تركيا قدمت دعماً فنيًا ولوجستيًا لليبيا في مجالات الطيران المدني والعسكري. هذا الدعم يهدف إلى مساعدة ليبيا على تطوير بنيتها التحتية للطيران وتحسين مستوى السلامة الجوية. التحقيق في الحادثة قد يكشف عن أي ثغرات في هذه المجالات.
تداعيات الحادثة والخطوات المستقبلية
هذا الحادث يمثل خسارة فادحة للجيش الليبي، ويأتي في وقت حساس تشهد فيه ليبيا جهودًا لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. وفاة رئيس الأركان وعدد من كبار الضباط قد تعيق هذه الجهود وتزيد من حالة عدم اليقين. من المتوقع أن تعلن الحكومة الليبية عن إجراءات لتكريم الضحايا وتخفيف آثار الحادثة.
من المقرر أن تبدأ عملية تحليل الصندوق الأسود في أقرب وقت ممكن، ومن المتوقع أن تستغرق عدة أسابيع أو أشهر لإكمالها. النتائج النهائية للتحقيق ستساعد في تحديد الأسباب الدقيقة للحادثة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل. سيتم مشاركة هذه النتائج مع السلطات الليبية والمنظمات الدولية المعنية بسلامة الطيران. التركيز الآن منصب على استكمال التحقيقات وتقديم تقرير شامل حول أسباب الحادث.





