إسرائيل تقرّ بـ«ثمن باهظ» في غزة لكنها ستواصل الحرب

كثفت إسرائيل، أمس، عملياتها العسكرية في غزة مع إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ«الثمن الباهظ» الذي تتكبده في الحرب، بينما لا يجد الفلسطينيون المهددون بالمجاعة مكاناً آمناً من القصف في قطاع غزة المحاصر.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب التي أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص في قطاع غزة، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه حضّ إسرائيل على بذل جهود إضافية لحماية المدنيين، لكن دون أن يطلب منها وقفاً لإطلاق النار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم مواصلة عملياته في جنوب القطاع بحثاً عن قياديي حركة حماس التي تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» عليها بعد الهجوم الذي شنّته الحركة في السابع من أكتوبر.
وأقر الجيش الإسرائيلي بتكبّد مزيد من الخسائر البشرية. وهو أعلن أمس، أنّ حصيلة قتلاه في القطاع بلغت 155 عسكرياً، إثر مقتل 15 عسكرياً منذ ليلة السبت في واحدة من أفدح الخسائر اليومية التي يتكبّدها منذ بدأ هجومه البرّي في 27 أكتوبر.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، إن محور العمليات العسكرية انتقل إلى الجنوب، «ونركّز عملياتنا الرئيسية على معقل آخر لحماس وهو خان يونس»، أكبر مدن جنوب القطاع. وأشار إلى أن المعارك في الشمال «ستتواصل، ربمّا بحدة أقل».
الحرب ستستمر
وقال الجنرال الإسرائيلي، إليعازر توليدانو، قائد مديرية الاستراتيجية والدائرة الثالثة في هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية، إن الحرب في غزة ستستمر لأشهر. وأوضح خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية: «ستستمر هذه الحرب لأشهر. سنحتاج إلى توظيف اقتصاد الحرب والهدف النهائي هو القضاء على حماس»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وأضاف: «نحن لا نوفر الذخيرة أثناء المناورة ونفعل كل ما في وسعنا لحماية جنودنا».
وقال نتانياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمس، «ندفع ثمناً باهظاً للغاية في الحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال». وأضاف: «نحن مستمرون بكل قوتنا، حتى النصر، حتى نحقق جميع أهدافنا: تدمير حماس واستعادة الرهائن وضمان أن غزة لن تشكل أي تهديد مستقبلي لإسرائيل».
وتابع: «لنكن واضحين: هذه حرب طويلة وسنقاتل حتى النهاية، حتى يعود المختطفون ويتم القضاء على حماس ونستعيد الأمن في الشمال والجنوب». وفي واشنطن، أكد بايدن أنه لم يطلب «وقف إطلاق النار» من نتانياهو خلال اتصال هاتفي، إلا أنه شدّد على «الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين»، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
قصف بلا هوادة
ميدانياً، يتواصل القصف بلا هوادة على قطاع غزة، وهو طال أمس، جباليا ومدينة غزة بشمال القطاع، وكذلك على خان يونس جنوباً. وبلغت حصيلة الضحايا جراء القصف 20424 معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة التي أعلنت مقتل 166 شخصاً في الساعات الـ24 الماضية.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، «أعدم» الجيش الإسرائيلي «العشرات من المواطنين في الشوارع». وفي معرض الرد على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يشأ الجيش الإسرائيلي الإجابة بشكل محدّد عن الاتهامات حول إعدامات نفذها جنوده. لكنه ذكر أن ضرباته «ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي».