أكاديميون وإعلاميون: الخطاب السامي يبعث على التفاؤل
آلاء خليفة
أجمع المتحدثون خلال الحلقة النقاشية التي نظمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت بعنوان «توجهات في خطاب سمو الأمير الأخير والمرحلة القادمة» على أن النطق السامي الذي ألقاه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في جلسة القسم أمام مجلس الأمة بعد أداء سموه اليمين الدستورية أميرا للبلاد، كان استثنائيا وتضمن مفاهيم تبعث على التفاؤل. وقال المشاركون في الحلقة التي أدارها رئيس تحرير الزميلة «الراي» الزميل وليد الجاسم، بحضور القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية أ.د.يعقوب الرفاعي وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، إن الخطاب تطرق إلى عدد من القضايا التي تلامس الأوضاع السياسية وتطلعات وطموحات المواطنين.
وأضافوا ان خطاب صاحب السمو تضمن عددا من الركائز الأساسية، ومنها العروبة والهوية الدينية والالتزام بالدستور والإصلاح السياسي ومراجعة الواقع الأمني والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي.
وفي البداية، أوضح رئيس تحرير «الراي» ورئيس الجلسة الزميل وليد الجاسم ان صاحب السمو في خطابه مارس دوره كأب ورئيس للسلطات، مشيرا إلى أن الكلمة قرعت جرس الإنذار لبدء الإصلاح في البلاد.
وزاد الجاسم: نأمل أن تكون هناك تلبية من الحكومة والمجلس لما جاء في خطاب صاحب السمو، وعلى السلطات ان تدرك ان هناك من الحكام من يتأقلم مع الواقع السياسي وهناك حكام يتعين على الواقع السياسي ان يتأقلم معهم، موضحا أننا حاليا في مرحلة لابد للواقع السياسي أن يتأقلم مع الحاكم وأسلوبه.
من جانبها، أوضحت القائم بأعمال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د.هيلة المكيمي ان خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد خطاب استثنائي، مشيرة إلى أنه تضمن مفاهيم تبعث على التفاؤل ومنها بث روح الأمل وتحقيق الطموح وهو ما يتطلع إليه الشعب الكويتي الذي يأمل في كويت متقدمة ومتطورة في المرحلة المقبلة.
وأفادت المكيمي بأن النطق السامي هو خطاب الهوية الوطنية والتأكيد على مفهوم المواطنة كان عنوان الخطاب، لافتة الى ان تحقيق تلك المواطنة يقوم على 4 ركائز أساسية تضمنها الخطاب، ومنها العروبة والهوية الدينية والالتزام بالدستور والإصلاح السياسي ومراجعة الواقع الأمني والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي.
وأشارت المكيمي إلى ان الخطاب تحدث عن الأزمات والتحديات والبعد الإقليمي والدولي، لاسيما ان المنطقة مقبلة على تغيرات جوهرية، لافتة إلى أنه أكد كذلك على إطار القوانين والدستور ودولة القوانين والحرص على تطبيقها ورؤية الكويت هي البقاء.
أما الإعلامية والكاتبة الصحافية إقبال الأحمد فقالت إن خطاب صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد هو خطاب استثنائي، معللة ذلك بالاهتمام العالمي وليس المحلي فقط بهذا الخطاب.
من جانبه، ذكر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت أ.د.علي الطراح أن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد حدد خلال النطق السامي وشخص الوضع، ومن المهم الآن التفكير في كيفية تنفيذ هذا الخطاب، لافتا إلى أن الكويت أمام تحد ليس داخلي فقط، مضيفا: هناك استبشار غير طبيعي وموافقة وتأييد لكل ما قاله صاحب السمو.
وتابع: لابد ان تكون لدينا رؤية وخطة لبلورة خطاب صاحب السمو وتحويله إلى واقع ملموس، مشيرا إلى أن النظام العالمي تغير والوضع الإقليمي تغير، وجاءت كلمة صاحب السمو الأمير استجابة لتلك التغيرات العالمية ولابد من ترجمة ما جاء في الخطاب السامي.
وانتقل الحديث إلى أستاذ الانثربولوجيا والاجتماع المساعد بجامعة الكويت د.محمد الحداد، الذي لفت الى ان صاحب السمو انطلق من خبرات متراكمة تميز بها تكونت من تاريخه العسكري على مدى 50 عاما، وكما أنه رجل عسكري فإن سموه كان أيضا رجلا سياسيا، حيث جاور 3 حكام متتاليين وهم الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد والشيخ نواف الأحمد، رحمهم الله جميعا وطيب ثراهم.
بدوره، قال أستاذ الانثروبولوجيا بجامعة الكويت أ.د.علي الزعبي ان خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا كونه نصح في خطاب سابق السلطتين لتحقيق مصالح المواطنين، كما حذر في خطاب آخر السلطتين من التقاعس عن أداء مهامهما الموكلة إليهما. وحول نتائج الخطاب، قال الزعبي: متفائل لأن الخطاب هو إعلان رسمي للدخول في مرحلة جديدة.
ختاما، تحدثت الدكتورة في المسؤولية الاجتماعية والناشطة في القضايا العامة د.عروب الرفاعي قائلة: اتسم خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بالحزم والصراحة.
وأفادت الرفاعي بأن صاحب السمو رقيق القلب فكلما تحدث عن أخيه الأمير الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد «خنقته العبرة» بما يدل على قلب نقي استخدم أجمل الكلمات التي استخدمها الشخصية الحازمة ذات القلب النقي.