محللون: هذا ما سيناقشه نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع ترامب

مع استمرار التوترات الإقليمية، يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترامب في ميامي لمناقشة مستقبل قطاع غزة، وسط تقارير متضاربة حول جدول الأعمال. بينما تشير التسريبات إلى التركيز على المرحلة الثانية من اتفاق غزة وإمكانية توجيه ضربة لإيران، يرى محللون أن الهدف الرئيسي هو تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
بعد 77 يومًا من وقف إطلاق النار الهش، تتهم جهات فلسطينية إسرائيل بانتهاك الاتفاق بشكل مستمر، حيث وثقت مقتل أكثر من 400 فلسطيني وإصابة أكثر من 1100 آخرين. بالإضافة إلى ذلك، تواجه جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع صعوبات بسبب رفض إسرائيل فتح المعابر، وهو ما نصت عليه خطة ترامب الأولية.
تذويب قضية غزة
يرى المحلل السياسي توماس واريك أن ترامب قد يرفض الموافقة على ضربة عسكرية جديدة لإيران أو لبنان، لكنه قد يوافق على استمرار العمليات الإسرائيلية في غزة. ويعزو هذا إلى الخلافات القائمة بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية نزع سلاح حركة حماس، وهي قضية لا يُتوقع حلها بشكل كامل خلال زيارة نتنياهو.
ويتوقع واريك أن اللقاء قد يشهد بعض التنازلات من الجانب الإسرائيلي، لكنه يرى أن القضايا الجوهرية المتعلقة بتطبيق خطة ترامب في غزة ستظل محل خلاف. وتشمل هذه القضايا مستقبل الحكم في القطاع، وإعادة الإعمار، وضمان الأمن على المدى الطويل.
النفوذ الإسرائيلي في المنطقة: الهدف الأكبر
في المقابل، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد أن قضايا غزة ولبنان وإيران ليست المحور الرئيسي للمشاورات، بل إن التركيز سينصب على توسيع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة. ويستند شديد في هذا الرأي إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تستمر في انتهاك الاتفاقات دون موافقة ضمنية من الولايات المتحدة.
ويضيف أن إسرائيل تسعى إلى تذويب قضية غزة من خلال إثارة قضايا متعددة أمام ترامب، مما يصرف الانتباه عن السيطرة الكاملة على القطاع. ويشير إلى أن حكومة نتنياهو تستفيد من الغطاء الأميركي لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية في المنطقة.
مصالح ترامب تتصدر المشهد
وتتفق أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات دلال عريقات مع هذا الطرح، معتبرة أن ترامب سيمارس ضغوطًا على نتنياهو من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن هذه الضغوط ستكون مدفوعة بمصالح ترامب الخاصة وليس بمصالح الفلسطينيين. وتؤكد عريقات أن واشنطن تسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة لتعزيز الاستثمارات التجارية، وأنها لن تتسامح مع أي سلوك يعرض هذا الاستقرار للخطر.
وتشير إلى أن ترامب قد يسعى إلى ضبط سلوك نتنياهو الذي أثار استياء بعض الدول الإقليمية مثل مصر وقطر والسعودية وتركيا. وتؤكد أن الولايات المتحدة تدرك أن نزع سلاح حماس ليس أمرًا ممكنًا بشكل كامل، وأنها قد تضطر إلى قبول دور ما للحركة في مستقبل القطاع.
من جانبهم، يطالب الفلسطينيون إسرائيل بالالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وخاصة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية. ويؤكد مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون أن إسرائيل لم تلتزم سوى بنسبة 25% من التزاماتها في المرحلة الأولى من الاتفاق. ويشير إلى أن الفجوة بين أولويات إسرائيل وتحركات الوسطاء تفسير ترامب للحل تزيد من تعقيد الوضع.
وفي الختام، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من المشاورات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مستقبل قطاع غزة. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا اللقاء سيؤدي إلى انفراجة حقيقية في الأزمة، أم أنه سيكون مجرد محاولة لتذويب القضية وتأجيل الحلول الجوهرية. يجب مراقبة ردود الفعل الإقليمية والدولية على نتائج اللقاء، بالإضافة إلى التطورات الميدانية في غزة والضفة الغربية.





