مقديشو تجري مشاورات دبلوماسية مكثفة ورئيس أرض الصومال يزور إسرائيل سرا

أعلنت الرئاسة الصومالية، اليوم السبت، عن مشاورات دبلوماسية مكثفة مع دول شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وذلك ردًا على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كجمهورية مستقلة. هذا الإعلان أثار جدلاً واسعاً وتوترات إقليمية، حيث تعتبر الحكومة الصومالية هذا الاعتراف انتهاكاً لسيادتها ووحدة أراضيها. وتأتي هذه التطورات في ظل سعي الحكومة الصومالية لحماية مصالحها الوطنية وتعزيز استقرار المنطقة، مع التركيز على قضية سيادة الصومال.
في غضون ذلك، دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين غداً الأحد، بناءً على طلب من الصومال، لمناقشة تداعيات هذا الاعتراف الإسرائيلي وتقييم الردود الدبلوماسية المحتملة. تعتبر هذه الخطوة مؤشراً على أهمية القضية بالنسبة للدول العربية، ورغبتها في دعم وحدة الأراضي الصومالية.
التحركات الدبلوماسية الصومالية
أكدت الرئاسة الصومالية أن الحكومة ماضية في تحرك دبلوماسي واسع النطاق على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف حماية سيادة الصومال وسلامة أراضيه. وقد أجرى الرئيس حسن شيخ محمود اتصالات هاتفية مع رؤساء دول جيبوتي وكينيا وتنزانيا وأوغندا، لشرح الموقف الصومالي والتأكيد على أهمية دعم وحدة البلاد.
ووفقاً لبيان صادر عن الرئاسة، عبّر القادة الإقليميون عن موقف موحد يدعم وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه. كما وصف الرئيس الصومالي خطوة نتنياهو بأنها “عدوانية” و”مخالفة للقانون الدولي”.
ردود فعل إقليمية ودولية
من جانبه، صرح وزير الإعلام الصومالي داود أويس بأن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال يعكس أجندة تهدف إلى تقويض وحدة الصومال وسيادته، ويضر باستقرار المنطقة. وأضاف أن مقديشو سترفض أي اعتراف من أي دولة بأرض الصومال، وستلجأ إلى الوسائل الدبلوماسية لمنع ذلك.
في المقابل، أعرب رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله عن “تقديره العميق” لقرار إسرائيل، معتبراً أنه يساهم في تعزيز السلام الإقليمي والدولي. وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن عبد الله زار إسرائيل سراً في الصيف الماضي، واجتمع بنتنياهو ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
تداعيات الاعتراف الإسرائيلي على المنطقة
يثير هذا الاعتراف تساؤلات حول التوازنات الإقليمية، واحتمالية تأثيره على العلاقات بين الصومال والدول الأخرى في المنطقة. القرن الأفريقي منطقة تشهد بالفعل صراعات وتوترات، وقد يؤدي هذا التطور إلى تعقيد الأوضاع وزيادة المخاطر الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الاعتراف الإسرائيلي قضية الاستقرار السياسي في الصومال، حيث تسعى الحكومة المركزية إلى تعزيز سلطتها ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. قد يؤدي دعم أرض الصومال إلى إضعاف الحكومة المركزية وزيادة الانقسامات الداخلية.
الخلاف حول أرض الصومال
تعتبر أرض الصومال منطقة تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال، وقد أعلنت استقلالها من جانب واحد عام 1991، لكنها لم تحظ باعتراف دولي واسع النطاق. وترفض الحكومة الصومالية الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
وتشهد المنطقة جهوداً دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة الصومال واستقراره، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف المعنية. الاستقرار الإقليمي يعتمد بشكل كبير على حل هذه القضية بشكل سلمي ودائم.
من المتوقع أن يناقش مجلس جامعة الدول العربية هذا الموضوع بشكل مفصل في اجتماعه الطارئ غداً الأحد، وأن يصدر بياناً يوضح موقف الدول العربية من هذا الاعتراف الإسرائيلي. كما من المحتمل أن تلجأ الصومال إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم شكوى رسمية ضد إسرائيل. يبقى الوضع متأهباً، ويتطلب متابعة دقيقة للتطورات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالردود الدبلوماسية المحتملة من الدول الأخرى في المنطقة والعالم.
المصدر: الجزيرة + الأناضول + الصحافة الإسرائيلية





