أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن بلاده «لن تتراجع أبداً»، مؤكداً أنه لا يمكن لأي قوة أن تقسم الشعب الروسي الموحد، فيما شن الجيش الروسي هجمات قاسية على مواقع أوكرانية، رداً على قصف الأخيرة لمدينة بيلغورود في اليوم السابق.
ومع أن بوتين لم يشر صراحة إلى الحرب في أوكرانيا المستمرة، منذ حوالى عامين، لمح مرات عدة إليها، مقدماً على سبيل المثال تحية إلى الجنود «أبطالنا» الذين يقاتلون من أجل «الحقيقة والعدالة». وأعلن بوتين أن 2024 ستكون «سنة العائلة»، وأكد أن روسيا التي تعيش مرحلة غير مسبوقة ستكون أقوى في العام المقبل.
وبوتين الذي يبدو مرتاحاً جراء فشل الهجوم المضاد الأوكراني، وتردد حلفاء كييف بشأن تكلفة مساعداتهم، أظهر ثقة أكبر خلال الأشهر الأخيرة، ووعد مواطنيه بالنصر في أوكرانيا.
يأتي بث الخطاب بعد يوم من قصف وسط مدينة بيلغورود الحدودية الروسية السبت أسفر عن مقتل 24 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، وقال حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف: «إن 108 أشخاص آخرين أصيبوا، ما يجعل الهجوم واحداً من أكبر الهجمات على الأراضي الروسية، منذ بدء الحرب قبل 22 شهراً».
انتقام بيلغورود
وشنت روسيا هجوماً جديداً بطائرات مسيرة على مناطق أوكرانية، فجر أمس، بعد توعدها بأن الضربات التي استهدفت مدينة بيلغورود الحدودية مؤخراً «لن تمر دون عقاب».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت «مراكز صنع القرار ومنشآت عسكرية» في خاركيف، وذكرت أن غارتها على فندق قصر خاركيف «قضت على ممثلين عن مديرية المخابرات الرئيسية، والقوات المسلحة الأوكرانية» و«مرتزقة» من المشاركين في الهجوم على بيلغورود.
وقالت «الدفاع» الروسية: إن الذخيرة المستخدمة في الهجوم كانت صواريخ من طراز «فامباير» تشيكية الصنع، وكذا صواريخ من طراز «أولكا» المزودة برؤوس حربية بها ذخائر عنقودية.
21 مسيرة
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت إحدى وعشرين من أصل تسع وأربعين طائرة مسيرة، أطلقتها القوات الروسية ليل السبت، وقال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية لإقليم خاركيف أوليه سينيهوبوف، إن 28 شخصاً أصيبوا في الهجوم على المدينة.
وفي منطقة كييف المحيطة بالعاصمة، تسبب هجوم بطائرة روسية مسيرة في نشوب حريق بمنشأة حيوية مرتبطة ببنى تحتية، وقال حاكم منطقة كيروفوهرادسكا الأوكرانية: «إن هجوماً روسيا على منطقة واقعة وسط أوكرانيا أسفر عن تضرر خطوط كهرباء، ومبنى غير سكني».
