Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

كويت التنمية والإنسانية.. بقلم: نسرين ربيعان .. ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

في اليوم الوطني، كويت التنمية والإنسانية تحتفل الكويت الحبيبة هذا الشهر بالأعياد الوطنية، والتي أتخذها مناسبة لتجديد الشكر والعرفان على الدور الإنساني القيم لدولة الكويت، الذي يعكس نهجا متجذرا في المجتمع الكويتي، نهجا قائما على قيم الإيثار والكرم والعطاء ورد الضرر، لمساعدة من هم بأمس الحاجة في المنطقة والعالم، ومن ضمنهم الفئات الأكثر ضعفا ممن نزحوا قسرا بفعل الحروب والأزمات والاضطهاد، والتي تتفاقم بفعل عوامل أخرى كالتأثيرات الناجمة عن التغير المناخي.

يعكس الدور الإنساني المهم الذي تلعبه الكويت الحس الإنساني لدى قيادتها الرشيدة ومؤسساتها وقطاعها الخاص والخيري والأفراد من أصحاب الأيادي الخيرة، لتؤكد مكانتها مركزا للعمل الإنساني.

وتشهد شراكة المفوضية مع الكويت نموا مطردا عاما بعد عام، مدفوعة بتزايد الاحتياجات الإنسانية وموقف الدولة الإنساني لتقديم الدعم العاجل لمن هم بأمس الحاجة. ففي عام 2023، قدمت الدولة مساهمات سخية لتعزيز قدرة المفوضية على تقديم المساعدات الطارئة والعاجلة لمن تأثروا بالأزمات الإنسانية في كل سورية وتركيا والسودان والصومال وأفغانستان وغيرها. كما شهد العام الماضي محطات مهمة في مسيرتنا الحافلة بالتعاون والعمل المشترك مع الكويت، كاستضافة وزارة الخارجية لفعالية خاصة أقيمت بمناسبة يوم اللاجئ العالمي لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها النازحون قسرا وتكريما لصمودهم وشجاعتهم وسعيهم لبناء مستقبل أفضل. كما كرمت المفوضية كلا من جمال النوري، رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، ود.ماجد العازمي، مدير عام بيت الزكاة الكويتي، من خلال تعيينهم كرواد للعطاء لدى المفوضية تقديرا لالتزامهم، من خلال المناصب التي يتبوؤونها، بدعم القضايا الإنسانية عبر الشراكة مع المفوضية.

سأسلط الضوء في هذا المقال على الشراكة مع إحدى المؤسسات التنموية العريقة في المنطقة، وهي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كونه الذراع السيادية التي تعد أولى الجهات التنموية التي اتخذت من نهج الاستدامة دافعا لتلبية الاحتياجات الإنسانية حول العالم. فساهم الصندوق الكويتي من خلال شراكته مع المفوضية على تحسين الظروف المعيشية للنازحين قسرا والأفراد الأكثر ضعفا من اللاجئين والنازحين، وذلك من خلال مشاريع المأوى وتوسيع خدمات المياه والطاقة المتجددة وتوفير الخدمات الصحية الأساسية في كل من العراق والأردن واليمن. ومنذ عام 2017، نفذت المفوضية 5 مشاريع وجهت لدعم البنى التحتية للمناطق المتأثرة بأزمات النزوح بدعم من الصندوق الكويتي للتنمية، مما ساهم في التخفيف من التحديات المعيشية التي يواجهها النازحون قسرا ومجتمعاتهم المضيفة، ونتطلع إلى توسيع هذا التعاون المثمر لمساعدة اللاجئين والنازحين قسرا في العالم.

في العام الماضي، افتتحت المفوضية مركز تسجيل في أربيل، بدعم من الصندوق الكويتي، وهو مركز يقدم خدمات متكاملة للاجئين السوريين من التسجيل إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من الخدمات الحيوية. كما أطلقت المفوضية خلال العام الفائت وبالتعاون مع كلية العمارة بجامعة الكويت والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والمكتب العربي للاستشارات الهندسية، مسابقة التصميم المعماري الأولى لمآوي اللاجئين في بنغلاديش والتي توجهت لطلاب الهندسة المعمارية في جامعة الكويت، مما يعكس حرص الصندوق على رفع مستوى الوعي وتمكين الشباب والتشجيع على الابتكار والاستدامة من خلال إدماجهم في إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الإنسانية العالمية.

اسمحوا لي بأن أختتم هذه المقالة بمشاركة رأي شخصي مدعم بتوقيعي الرسمي، فلطالما قرأت في التقارير عن دولة غنية بتاريخها، الأصيلة بمجتمعها، والإنسانية بعطاءاتها ولطالما كانت توصف كمثال «لفزعة» أهل الخير، وبعد تكليفي في دولة الكويت أصبحت هذه الصورة حقيقة مدعمة بأمثلة عديدة متجذرة بمعدن شعبها الأصيل، لمسته من خلال التعاون مع مؤسسات الدولة والقائمين عليها والمجتمع الكويتي، بمختلف أطيافه، من حرص على مد يد العون وإغاثة المحتاجين، وهي القيم التي نعول عليها لاستمرار عملنا وتعاوننا وشراكتنا في خدمة النازحين قسرا في كل مكان حول العالم.

وبمناسبة الأعياد الوطنية، أتوجه إلى دولة الكويت، قيادة وشعبا، بأحر التهاني والتبريكات والتمنيات القلبية بدوام الأمن والأمان والتقدم والنجاح والازدهار. حفظها الله من كل مكروه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى