ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله مبارك عبدالعزيز الحساوي (نبراس الخير والعطاء).. بقلم ابنتك نرجس عبدالرحمن المشهري

في مثل هذا اليوم رحل عنا خير الرجال مبارك الحب والعطاء والوفاء لنتذكر اليوم كل مآثره، رحمه الله، وتبقى ذكراه الطيبة في قلوبنا.

فقد شمل الرحمن عبده والدنا الغالي برحمته وأخذه عنده، أسألك كما جعلته خفيف وجود، لطيف روح، كريم نفس، جابرا للخواطر في الدنيا أن تجعل أعماله خفافا يمحوها عفوك وأن ترزقه رضاك وأن تجبر ما انكسر منه ببشرى جنتك يا حي يا قيوم.

على الرغم من أن الأمر مؤلم، إلا أن الذكرى السنوية لوفاة فقيدنا الغالي نستحضر ذكرياتنا معه وإلقاء نظرة على إرثه الذي تركه في شخصياتنا، أسأل الله أن يحتضنك حضنا طويلا دافئا ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الجنة وندخلها معا فرحين.

سيبقى حاضرا في قلوبنا مهما غاب، سنبقى نفتخر بأن كان لدينا أب في غاية الحنان، لم يكن الأب فقط بل كان لنا الحياة وما فيها. اللهم ارحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقه ويؤلم قلوبنا عن ترديد دعاء الميت له. رب افسح لفقيدنا في الجنان مكانه.

وهكذا تتجدد الذكرى التي لن نستوعبها وتمضي السنون والشهور والأيام والساعات ولم نستوعب قصة رحيلك الطاهرة.

اللهم ارحم من كان ضياء لبيوتنا وسعادة لأرواحنا وملاذا بعد الله لشتات قلوبنا ونحن إليه ولم نعد نراه، رحم الله روحا نقية كسرنا غيابه وأوجعنا رحيله.

فقيدنا الغالي هو عطر السيرة وطيب السمعة والذكر، صاحب الأيادي البيضاء عاش حياته منحازا للمحتاجين، مهموما بقضايا المساعدات الخيرية للفقراء والأرامل واليتامى، كما كان داعما رئيسيا للتنمية وتطوير العقارات والفنادق، واليوم الذكرى 19 عاما لرحيله تمتد روافد المساعدات الخيرية والتنمية التي اسسها في مختلف انحاء العالم، ونرى نتائج جهوده الخيرية تترك اثرا لا تخطئه عين، فقد غرس حب الخير والإحسان في نفوسنا وترك أثرا عظيما في البذل والعطاء، فهو رمز للعمل الانساني، فقد رحل من هذه الدنيا ولكن لم يرحل من قلوبنا وظل حبل الدعاء هو الوصل بيننا، وأورث لنا الصيت والسمعة الطيبة والمكانة الرفيعة. كان ذخرا وفخرا ورجلا لن يتكرر، فقد سكنت قلوبنا في طيبتك وأخلاقك ودماثة خلقك. عشت طيبا متواضعا أبا محبا للجميع ورحلت قامة كبيرة، حبنا لك قوي كما كان دائما، نحن نرى صفاتك في شخصياتنا وشخصية اطفالنا، ونعلم انك تعيش من خلال من احببتهم.

فقيدنا الغالي اعتاد البذل وتقديم الإحسان حبا للخير وانتماء للعطاء، فهو راعي المدات الجزيلة للخير والحق دائم سند، جعله في الجنان الوسيعة. كان رجلا بأمة، رحل وكان فقده ولايزال مؤلما الى يومنا هذا ولكن وإن غاب جسده مازالت روحه تجتال بيننا، وسيبقى ذكراه فينا ولدى اجيالنا القادمة بإذن الله.

الله يرحمه ويغفر له ويوسع منازله، جمع الإنسانية في قوله وفعله فاجتمعت القلوب على حبه، كلمات من الردود تلخص بعضا من مشاعرنا تجاه أب مازال حيا في قلوبنا، لو مت ما ماتت صنائع يمينك، هو اليوم تحت الثرى لا نعلم كيف حاله ولكننا نعلم انه كان اطيب وأكرم قلب علينا لأبعد الحدود، إنه معنا نراه بقلوبنا نشتاق إليه. في مثل هذا اليوم كان جرحنا الذي مازال الى اليوم، ولعل رحيلك من الدنيا يخبئ لك بالجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. طبت خالدا منعما في جنان الفردوس. ربّ أبدل حبنا له في قلوبنا صبرا، وأبدل مرارة شوقنا أجرا. واجعل قبره طاهرا منزها رحبا كما كان قلبه، رحمك الله بقدر وجع فراقك وألم غيابك سنظل نسقي قبرك دائما.

رحم الله من لا يذكر إلا بالخير، اللهم كما رفعت ذكره ومحبته في قلوب عبادك ارفع درجته في الآخرة واجعل قبره مثل قلبه فسيحا وشرحا فقد عاش طيبا ورحل طيبا ارحمه برحمتك الواسعة.

رحل عنا ولم يرحل منا، ربّ انه ليس معنا لكنه باق في قلوبنا وفي دعائنا، انتقل الى جوارك لكنه موجود في كل تفاصيل حياتنا.

رحم الله وجهك الباسم وروحك الطاهرة. اللهم اجعل فقيدنا في نور دائم لا ينقطع، اللهم ارحم من فقدته العين وفقده المكان وافتقده القلب كثيرا، ربّ ارحم من فقده يؤلم واجعل له من نعيمك ما يؤنس وحشته ومن رحماتك ما يطيب مرقده.

هناك الكثير من المواقف العظيمة في حياته صاحب هذا الخير المترادف يمثل اثرا حسنا باقيا لن تمحوه السنون وقد ترك بعد رحيله منارات عز وفخر في مدائن القلوب.

يا راحلا ما غبت والذكرى على قلوبنا ركام، فإليك من قلوبنا الدعاء وعليك من ربي السلام وجعل المسك ترابه والحرير فراشه. اللهم آمين يا رب العالمين.