أمير هادي يبدع في منافسات اليوم الرابع لـ«دبي الدولية للقرآن»

لم يتمالك والد المتنافس الإيراني في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، أمير هادي رضا «الكفيف»، مشاعره بعد انتهاء أمير من الإجابة عن أسئلة لجنة تحكيم المسابقة بإتقان ودون أخطاء.
وبصوت ندي جميل، ينافس فيه أصوات وتلاوات كبار المقرئين، إذ سارع إلى الصعود إلى المنصة، واحتضن ولده البالغ من العمر 13 عاماً، وراح يقبل رأسه فرحاً بهذا الإنجاز.
ليس وحده والد أمير من غمرته مشاعر الفرح والسعادة بالأداء الرائع الذي قدمه أمير أمام لجنة التحكيم، فغالبية الجمهور انبهر بالأداء، وحرص البعض منهم على التقاط صورة تذكارية مع الطفل، وما زاد في تعاطف الجميع معه، أن أمير كفيف، واستطاع حفظ القرآن بمساعدة والدته التي علمته إياه، وكانت تُسمعه الآيات وتكررها حتى يحفظها سماعياً.
وفي لقاء مع والد أمير بعد الانتهاء من الاختبار، قال إن طفله وُلد كفيفاً، وبدأ بمساعدة والدته حفظ القرآن سماعياً وعمره كان حينها 4 سنوات، وأتم حفظه كاملاً في سن الـ 8، وهو الوحيد الحافظ لكتاب الله في أسرته. ويدرس أمير في التعليم النظامي الآن، وهو في الصف السابع، كما بدأ تعلم القرآن الكريم وعلومه باللغة الإنجليزية.
6 متنافسين
وتوالت منافسات حفظة كتاب الله للفوز في «مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم» في يومها الرابع لدورتها الـ 27، بأجواء روحانية رمضانية.
حيث صدحت الأصوات بآيات الذكر الحكيم أمام لجنة تحكيم المسابقة، في قاعة مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وبحضور أعضاء اللجنة المنظمة، وعدد من المسؤولين وأعضاء السلك القنصلي المؤازرين لمتسابقي بلادهم، ورعاة المسابقة، وأولياء أمور المتسابقين ومرافقيهم، وجمهور الحضور المتابعين للفعاليات القرآنية.
وتنافس مع أمير رضا كل من: عماد أبلهي من بلجيكا، فوفانا مامادو من الجابون، عمار الهاشمي من سلطنة عمان، أنس رايمي من بنين، محمد قاسم محمدي من أفغانستان، وزاو مين زين من ماينمار.
مكانة عالمية
وقال الدكتور سعيد عبد الله حارب، نائب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة: نعيش هذه الأيام أجواء المسابقة القرآنية الدولية، التي تحتفي بها دولة الإمارات في دبي، في شهر رمضان المبارك، ونرى الحفاوة بها من الجماهير المسلمة والمحبة لكتاب الله تعالى في العالم العربي والإسلامي والدولي، وتأتي الدورة الـ 27 لمسابقة دبي الدولية لتكمل مسيرة الجائزة.
وقد أخذت مكانها في المسابقات الدولية بفضل الرعاية والدعم الكبيرين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لما يقدمه سموه لهذه المسابقة ومتابعته لجميع فعالياتها، وتوجيه سموه دائماً بتقديم كل الدعم لتطورها وتميزها وتألقها.
وأضاف: «أصبحت الجائزة الآن محل تقدير واحترام وإعجاب لكثير من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة والمهتمين بالشأن القرآني من مختلف دول العالم، وهناك إشادات كبيرة من داخل الدولة وخارجها، على ما تقدمه من عمل ونشاط، وهذا يضعنا أمام مسؤولية وتحدٍ كبير لأن نعطي كل ما يمكننا للنهضة بالمسابقة، والمحافظة على هذا المستوى الرفيع والمتميز».
من جانبه، قال أحمد الزاهد، عضو اللجنة المنظمة، المتحدث الرسمي للجائزة، إن لشهر رمضان خصوصية في قلوب المسلمين، والاحتفال به يأخذ طابعاً روحانياً، وهذه المسابقة القرانية، تزيد من هذا المشهد رونقاً وجمالاً، بفضل الاستماع إلى التلاوات اليومية من حفظة كتاب الله، بأصواتهم الندية، وسط منافسة شريفة.
وأضاف: تتيح الجائزة من خلال نقل الفعاليات على التلفاز ومواقع التواصل بأنواعها، فرصة ثمينة لمتابعة الجمهور من داخل الدولة وخارجها، وتسعى دائماً الجائزة للتميز بين المسابقات الدولية، ويرى جميع من يتابعون الجائزة هذا التميز منذ البداية قبل 27 عاماً.
وقد وضع لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، راعي الجائزة، أهدافاً وطموحات، لطالما كنا نسعى لتحقيقها، بدعم ورعاية سموه ورؤيته، من خلال التطوير المستمر لفعاليات الجائزة وفروعها، التي تطورت من فرعين قبل 27 عاماً عند تأسيسها، لتصبح 24 فرعاً.