Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

نازحو غزة.. إلى أين المفر؟

لا يتوقف نزوح العائلات في غزة، تحت وطأة القصف، وأوامر الإخلاء المتكررة، لدرجة أن النازحين لم يعودوا يعرفون إلى أين يذهبون، أو «إلى أين المفر؟». ومع تصاعد الدخان في الأفق غادرت مئات الأسر، التي تحمل أمتعتها على أذرعها منازلها وملاجئها، أمس، بحثاً عن ملجأ بعيد المنال.

أمس، ألقت طائرات حربية إسرائيلية منشورات تدعو المدنيين في غزة إلى مغادرة منطقة حي الجلاء بخان يونس، التي يفترض أنها «منطقة آمنة». عائلات كثيرة اضطرت للرحيل، علماً بأنها سبق أن نزحت مرات عدة، بسبب القصف المتواصل.

وغادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعاً حي الجلاء أمس، سيراً أو على متن شاحنات صغيرة محملة بالملابس أو أدوات المطبخ، وبين هؤلاء أم سامي شحادة (55 عاماً) التي قالت لوكالة «فرانس برس»: «أنا من غزة أساساً، ونزحت من غزة ببداية الحرب إلى مدينة حمد السكنية في خان يونس (حيث) قصفنا الاحتلال (…) واستشهدت ابنتي».

وأضافت «خرجنا إلى رفح، ثم عدنا إلى (مدينة) حمد (…) والآن مع الإخلاءات الجديدة لا نعلم أين نذهب».

وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، على منصة إكس «في الأيام الأخيرة وحدها، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب قطاع غزة». وأضاف «سكان غزة محاصرون ولا مكان لديهم يذهبون إليه»، متابعاً «البعض لا يستطيع سوى اصطحاب أطفاله معه، والبعض الآخر يجمع حياته كلها في حقيبة صغيرة».

هالو كيتي

حمل أحد الأطفال دمية «هالو كيتي» محشوة، فيما سار آخرون عبر شوارع ملأتها الأنقاض. وقالت أمل أبو يحيى، وهي أم لثلاثة أطفال عادت إلى خان يونس في يونيو للاحتماء في منزلها المتضرر بشدة «لا نعرف إلى أين نذهب».

ذاك هو النزوح الرابع للأرملة البالغة من العمر اثنتين وأربعين سنة، والتي قتل زوجها في غارة جوية إسرائيلية على منزل جيرانها في مارس. وقالت إنهم ذهبوا إلى المواصي، وهو مخيم مترامي الأطراف على طول الساحل، لكنهم لم يجدوا أي مكان خالٍ. رمضان عيسى، أب لخمسة أبناء في الخمسينيات من عمره، فر من خان يونس مع سبعة عشر شخصاً من عائلته الكبيرة، وانضم إلى مئات الأشخاص، الذين كانوا يسيرون باتجاه وسط القطاع. وقال: «في كل مرة نستقر في مكان، ونبني خياماً للنساء والأطفال، يأتي الاحتلال ويقصف المنطقة.. هذا الوضع لا يطاق».

وتبذل المنظمات الإغاثية جهوداً مضنية للتعامل مع الأزمة الإنسانية المفزعة في القطاع، في حين حذر خبراء دوليون من المجاعة. ويقول مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن إسرائيل نفذت «هجمات ممنهجة على المدارس» التي كانت بمثابة ملاجئ منذ بدء الحرب، حيث تم استهداف ما لا يقل عن إحدى وعشرين مدرسة منذ الرابع من يوليو، ما أسفر عن مقتل المئات، بما في ذلك النساء والأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى