تلعب الثروات دوراً رئيسياً في الانتخابات الأمريكية عبر تمويل الحملات، والتأثير في وسائل الإعلام، وجماعات الضغط السياسي، والإعلانات، وهذه العوامل مجتمعة أو متفرقة تمنح بعض المرشحين ميزة أكبر، ويشكل ديناميات العملية السياسية.
ولم تنفك السياسة من تأثير الاقتصاد منذ الأزل، فالثروت دائماً ما تسهم في رسم مسارات السياسة وتحديد اتجاهاتها، ومع الاقتراب من السباق الرئاسي الأبرز في العصر الحديث، يتبادر إلى الأذهان سؤال حول مدى تأثير المال والاقتصاد في الديموقراطية الأعتى في العالم.
ليس بمستغرب أن تلعب الثروات دوراً بارزاً في الانتخابات الأمريكية، حيث تؤثر بشكل كبير في نتائج الانتخابات عبر عدة قنوات.
تمويل الحملات
المساهمة في تمويل الحملات الانتخابية أبرز الطرق التي يمكن أن تؤثر من خلالها الثروات في الانتخابات، فالأثرياء والشركات الكبرى يمكنهم تقديم تبرعات كبيرة، ما يتيح للمرشحين القدرة على تمويل إعلانات التلفزيون، والحملات الدعائية، وتنظيم الفعاليات.
ووفقاً لتقرير “Center for Responsive Politics”، تم إنفاق أكثر من 14 مليار دولار في انتخابات الرئاسة والكونغرس لعام 2020، جاء جزء كبير منها من كبار المتبرعين.
وسائل الإعلام
تلعب ملكية وسائل الإعلام دوراً حاسماً كذلك في تشكيل الرأي العام، والمليارديرات الذين يمتلكون أو يديرون وسائل الإعلام يمكنهم التأثير في التغطية الإعلامية للمرشحين، ما يؤثر في كيفية تقديم الأخبار والموضوعات الانتخابية.
وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة الخط المناهض لدونالد ترامب في صحيفة “واشنطن بوست” التي يمتلكها المياردير ومؤسس أمازون جيف بيزوس. وكذلك مناهضة قناة “فوكس نيوز” للمرشحين الديمقراطيين.
اللوبيات
تمثل مجموعات الضغط أو ما يعرف بـ “اللوبيات”، قناة أخرى يمكن من خلالها للثروات التأثير في الانتخابات، فالأثرياء والشركات الكبرى يمكنها تمويل جماعات الضغط التي تسعى للتأثير في السياسات واتخاذ القرارات التي تدعم مصالحهم. يأتي على رأس هذه اللوبيات “ايباك” وهي اختصار للوبي اليهودي، واللوبي اليوناني واللوبي الأرمني، إضافة إلى اللوبيات العربية واللوبي الإيراني.
الاستطلاعات والإعلانات
تمكن التمويلات الكبيرة الحملات من إجراء استطلاعات رأي مكثفة، وتطوير استراتيجيات انتخابية مبنية على بيانات دقيقة، كما أن القدرة على شراء إعلانات سياسية بشكل مكثف تسهم في تشكيل صورة المرشحين في أذهان الناخبين.
ووفقاً لتقرير من مركز “بيو للأبحاث”، فإن الإنفاق الكبير على الإعلانات السياسية يؤثر بشكل مباشر في كيفية إدراك الناخبين للمرشحين والقضايا.
قضايا محلية
يمكن للأثرياء تمويل حملات مختارة كالتي تدعم قضايا معينة، ما يؤثر في الانتخابات على مستوى القضايا المحلية، حسب تقرير لموقع “ذا أتلانتيك” صدر في عام 2022، حيث خلص إلى أن استخدام الأثرياء لأموالهم لدعم قضايا معينة يؤثر في خيارات الناخبين.
الدعم الشعبي
يمكن للأثرياء أن يسهموا كذلك عبر التمويل والموارد، في تجميع الدعم الشعبي، حيث تعزز الاستثمارات الكبيرة في الحملات الانتخابية من قدرة الحملات على الوصول إلى الناخبين وزيادة المشاركة الانتخابية.
