Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

سكان غزة يتشاركون الأحذية ويرتدون الملابس ذاتها منذ أشهر

اضطرت صفا ياسين إلى أن تُلبس طفلتها طقم الملابس الأبيض ذاته لأشهر، وهو أمر اعتاده سكان قطاع غزة في ظل الحرب المدمرة المتواصلة منذ أكتوبر.

تقول ياسين التي نزحت من مدينة غزة في شمال القطاع: «عندما كنت حاملاً، كنت أحلم باللحظة التي سأحتضنها فيها وألبسها ملابس جميلة، لكن مع الحرب لم أجد أي شيء للأطفال المواليد كي ألبسها إياه».

وتضيف السيدة البالغة 38 عاماً وتقيم حالياً في منطقة المواصي بخان يونس في جنوب القطاع: «لم أتخيل يوماً أنني سأعجز عن إيجاد ملابس لطفلتي».

وبينما كانت تخبز في ظل حرارة الصيف المرتفعة، قالت: «وجدت بعض الملابس قبل نزوحنا، لكن أغلبها كان غير مناسب لحجم المواليد أو حتى لحالة الطقس الحالي».

وبات العثور على ملابس ملائمة من أكثر الأمور تعقيداً في القطاع المحاصر، حيث يواجه السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة ظروفاً إنسانية كارثية.

وتبذل فاتن جودة بدورها جهداً كبيراً لتوفير ملابس لطفلها آدم (15 شهراً) الذي يرتدي طقماً ضيقاً للنوم، لا يتناسب وحجمه الحالي، ولا يغطي ذراعيه وساقيه.

وتقول جودة (30 عاماً) إن طفلها «ينمو يوماً بعد يوم، وملابسه التي كان يرتديها خلال أشهره الأولى صغرت عليه، لذا يحتاج إلى مقاسات أكبر، ولكن لا شيء متوافر».

وكانت صناعة المنسوجات مزدهرة قبل الحرب في غزة، وعرفت ذروتها مطلع تسعينيات القرن الفائت مع نحو 900 مصنع.

ومع حلول يناير، أي بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب، قدر البنك الدولي أن 79 % من منشآت القطاع الخاص في غزة قد دمرت جزئياً أو كلياً.

وتسبب انقطاع الكهرباء أيضاً في توقف المصانع التي لم تزل قائمة. أما كميات الوقود الشحيحة فتستخدم لتوفير احتياجات المستشفيات ومرافق الأمم المتحدة مثل المستودعات، ونقاط إمداد المساعدات؛ وبالتالي بات العثور على ملابس جديدة أمراً متعذراً.

وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني عبر منصة «إكس»: «خلال الأشهر العشرة الماضية، بعض النساء يضعن الحجاب ذاته».

ارتداء الملابس ذاتها طوال الوقت ليس مزعجاً فحسب، بل يشكل خطراً على الصحة. وفي ظل شح المياه اللازمة لغسلها، يسجل انتشار للقمل في صفوف النساء.

التصليح مكلف

ويقول أحمد المصري الذي نزح من شمال القطاع نحو جنوبه مع بداية الحرب إنه لا يملك «حذاء ولا ملابس ولا مأوى». ويضيف الشاب البالغ 29 عاماً: «صلّحت حذائي 30 مرة.. دفعت ثمن تصليحه عشرة أضعاف سعره» قبل الحرب. ويوضح: «حاولت أن أشتري، لكن لم أجد».

وحتى قبل الحرب، كان نحو ثلثي سكان قطاع غزة يعيشون في الفقر. ومع اندلاعها وتردي الوضع الاقتصادي، اضطر كثيرون إلى بيع ملابسهم.

ويقول عمر أبو هاشم: «سبل الحياة كلها مفقودة، سواء أحذية أو ملابس أو أغذية، والأسعار مرتفعة جداً».

ونزح أبو هاشم (25 عاماً) من منزله في رفح على الحدود المصرية إلى خان يونس شمالاً، من دون أن يتمكن من حمل أي شيء معه، ويقول: «خمسة أشهر من النزوح، الملابس نفسها نغسلها ونرتديها مرة أخرى».

ويضيف: «أتشارك أنا وصهري الحذاء نفسه. ليس هناك أحذية متوافرة كي نشتري.. أضطر للسير حافياً، وهذا ما يسبب الأمراض وانتشار البكتيريا».

ويتطلع أحمد المصري للحصول على صابون ليغسل قميصه وبنطاله بدلاً من الاكتفاء بالماء وحده.

ويقول: «أرتدي الملابس نفسها منذ تسعة أشهر، لا بديل. إن أردت الخروج لمشوار طارئ أغسل بلوزتي (قميص قطني) وأنتظرها ساعات لتجف».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى