Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

خريف قاسٍ يضاعف معاناة اللاجئين السودانيين في ليبيا

لا تزال أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين تتدفق على ليبيا في ظل ظروف اجتماعية وإنسانية صعبة، فيما تتسع دائرة المخاوف من أن تزداد تلك الظروف تأزماً مع دخول موسم الأمطار والسيول والعواصف، على غرار ما حدث خلال الأيام الماضية بمنطقتي الجنوب الشرقي والغربي للبلاد.

وتجاوز عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا 100 ألف لاجئ، ما جعل عدداً من المنظمات الأممية والأهلية تدق ناقوس الخطر، ومنها لجنة الإنقاذ الدولية، التي أكدت أن تدفق اللاجئين السودانيين إلى ليبيا أسهم في زيادة الاحتياجات داخل المجتمعات المحلية، ما أدى إلى إجهاد الموارد الضعيفة أساساً والنظام الصحي الهش، مشيرة إلى الاحتياجات الإنسانية العاجلة والمتصاعدة للاجئين بعد عبورهم الصحراء الكبرى في ظروف تعرضهم لضعف شديد ومشكلات صحية.

وبدأت الفرق الصحية المحلية في مدن الجنوب الليبي تكثيف جهودها لمتابعة الوضع الصحي للاجئين في مقرات إقامتهم، إذ تعمل على تسجيل احتياجاتهم العاجلة وتقديم التوعية الطبية اللازمة، في محاولة للتخفيف من الآثار السلبية للأوضاع التي يمرون بها. وتشمل الأنشطة الصحية تقديم المشورة الطبية والتطعيمات، ورصد الأمراض الشائعة، لضمان الحفاظ على صحة اللاجئين وتحسين جودة حياتهم في هذه الظروف الصعبة.

وتواجه السلطات الليبية تحدياً كبيراً بخصوص إمكانية نقل عدوى بعض الأمراض ومنها وباء الكوليرا الذي تحدثت السلطات السودانية عن تفشيه في البلاد. وأعلنت رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا بالوكالة، ستيفاني خوري، أن عدد اللاجئين السودانيين إلى ليبيا ارتفع إلى 97.000 لاجئ وصل معظمهم إلى الكفرة في ظروف مزرية.

وقالت خوري في إحاطتها أمام مجلس الأمن، إن الوصول الكامل إلى اللاجئين يعد أمراً ضرورياً لتقديم المساعدة الإنسانية الفعالة والمتزايدة بالتنسيق مع السلطات المحلية، فيما لم يتم تمويل خطة الاستجابة للأمم المتحدة للاجئين السودانيين في ليبيا سوى بنسبة 21%.

دعوات مساعدة

وتتوقع الأمم المتحدة، ارتفاع عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا إلى 149 ألفاً بحلول نهاية العام الجاري، بينما أوضح مدير مكتب اللجنة الدولية للإنقاذ في ليبيا، جاريد رويل، أن السودانيين يصلون إلى جنوب ليبيا مصابين بصدمات نفسية شديدة وسوء تغذية، وغالباً ما يحتاجون إلى رعاية طبية، مشيراً إلى لجوء عدد كبير من العائلات وقاصرين غير مصحوبين بذويهم.

ودعت اللجنة الدولية للإنقاذ المجتمع الدولي، إلى تقديم مساعدات فورية ومتزايدة لتلبية الاحتياجات العاجلة لهذه الفئات السكانية الضعيفة، لافتة إلى أنه ومن دون مساعدة سريعة وشاملة بما في ذلك التمويل الإضافي لتمكين الاستجابة الفعالة، ستستمر الظروف المعيشية للاجئين السودانيين في ليبيا في التدهور، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً. في المقابل، أشارت الهيئة الطبية الدولية، إلى مغادرة نحو 600 لاجئ سوداني يومياً مدينة الكفرة إلى المدن الشمالية مثل أجدابيا وبنغازي ومصراتة وطرابلس، بعد هروبهم من ويلات الحرب.

اجتماع

وفي محاولة من السلطات الليبية لاحتواء الأزمة، بحث وزير الداخلية بالحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، اللواء عصام أبوزريبة، مع القنصل العام لجمهورية السودان في بنغازي، عبد الرحمن محمد رحمة الله، أوضاع الجالية السودانية في ليبيا.

وتم استعراض سبل تعديل الموقف القانوني للجالية السودانية عبر تسهيل استخراج الأوراق الثبوتية وجوازات السفر، ومناقشة التحديات التي تواجههم في ليبيا. كما تم التطرق إلى إمكانية فتح مقر للقنصلية السودانية في منطقة الكفرة لتقديم الخدمات للاجئين السودانيين هناك، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الليبية والجهات ذات العلاقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى