تفاعل يعكس الحالة
التفاعل الكبير الذي لاقته حملة «أوقفوا الإساءات» و«تبليك بدون تعليق»، التي أطلقها معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، لمواجهة «الذباب الإلكتروني» والحسابات الوهمية المسيئة على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الخصوص «إكس»، فاق التوقعات.
بدا وزيرنا بكل قوة كمن يفتح صدره لنيران لا يعرف مداها، وإساءات يدرك أنها كثيرة وقد لا يتوقعها ولا ممن يتلقاها، فالحرب هنا ليست متكافئة، لا بسبب ضعف أو عدم امتلاك أدوات الرد، بل لأنها ليست مواجهة شريفة، الخصم يتخفى وراء أسماء وهمية، يقول ما يشاء، ويطلق الشتائم كما يريد، ويقصف الجبهة بكل الأسلحة المحرمة ذوقياً وأدبياً، تؤذي السمع وتلوث الذوق العام، لا يرتضيها النبيل، وهو الذي يشرح ويعلق في دماثة وهدوء ورقي واتزان.
شتان بين هذا وذاك، لكن لثقة هذا المسؤول بعدالة ما يدعو له، وإيمانه أنه على الحق والصواب، وحرصاً منه على أن يصحح مساراً حاد عن الصواب والعقل، ووصل إلى حد لا يحتمل السكوت عنه، وقد خرج الوضع عن حق المسيئين في ممارسة حرية الرأي والتعبير، وولوجهم إلى دهاليز يترفع الكريم حتى عن قراءة ما يكتبون ومتابعة ما يدعون إليه، ضاربين عرض الحائط بأدبيات الحوار والنقاش، وغير مراعين للأصول والأعراف التي جبل عليها أهلنا، كانت المواجهة بكل وضوح وشفافية ورجولة متحلياً بأخلاق الفرسان.
حالة فرضت ضرورة وجود حل لها من منطلق المسؤولية المجتمعية، ووجوده على قمة هرم الإعلام الوطني أن يكون لمعالي الشيخ عبد الله آل حامد موقف يسجله للتاريخ، وكلمة حق يقولها «أوقفوا الإساءات»، وأن يكبح جماح هذا المسار، ويتصدى لوحش كاسر أرعن يعصف بكل جميل دأبناه في حياتنا، ويدعس في تهوره كل شيء، يقتل ما يقتل ويهدر ما يهدر، ليعلو وسط كل ذلك صوت العقل، ويعلن عشرات الآلاف من أبناء الخليج وغيرهم التفافهم حولها، وتأييدهم لهذه المبادرة التي أسموها مبادرة الشيخ عبد الله آل حامد، وأطلقوا «الأوسمة»، كل عبر بطريقته وأسلوبه، جميعها صبت في صالح المنطقة، وانتصرت لأمنها واستقرارها، وجسدت عمق ما يكنونه للوطن، وتعالت الأصوات في أرجاء خليجنا تطالب بتعميم المبادرة خليجياً وعربياً، وأن يحمل الجميع بين ضلوعه هذا الهمّ، وأن يعود خليجنا واحداً، وشعبنا واحداً، هكذا عشنا وهذا ما نريده لأبنائنا.