بيت الحكمة واستدامة المعرفة
بيت الحكمة في الشارقة أيقونة ثقافية تعكس التزام الإمارة بتعزيز استدامة المعرفة ونقلها للأجيال القادمة، هذا الصرح المتميز ليس مجرد مكتبة تقليدية، بل هو نموذج حديث يجسد رؤية مستقبلية للمكتبات التي تجمع بين التكنولوجيا الرقمية والتفاعل الاجتماعي، مع الحفاظ على التراث الثقافي الأصيل.
يقدم بيت الحكمة إضافة جوهرية لتعزيز مكانة الشارقة عاصمة للمعرفة والثقافة، ويتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للإمارة التي طالما عرفت بالتزامها بدعم العلم والمعرفة، وتجسد مفهوم «عاصمة المعرفة» عبر توفير بيئة تعليمية مستدامة تحتضن الأجيال الشابة وتزودهم بأدوات التفكير والإبداع، وتربط بين الأجيال، وتسهم في تطوير المجتمع، من خلال توفير مجموعة واسعة من مصادر المعرفة التي تتراوح بين الكتب المطبوعة والمواد الرقمية، ويتخطى دوره كمكان للقراءة فقط، ليصبح مركزاً للحوار الثقافي والفكري.
هذا التوجه يهدف إلى جعل المعرفة جزءاً من الحياة اليومية لأفراد المجتمع، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بقراءة الكتب في بيئة طبيعية وهادئة، تشجع على التفكير العميق.
إلى جانب ذلك، يعد بيت الحكمة مكاناً يجمع بين الأجيال من خلال مساحات مبتكرة للأطفال والشباب، تتضمن قاعات الأطفال المصممة بشكل يحاكي بيوت الأشجار، هذه المساحات تتيح للأطفال فرصة استكشاف الكتب والتعلم بطريقة ممتعة وتفاعلية.
يسهم بيت الحكمة في تحقيق استدامة المعرفة بشكل متميز من خلال المكتبة التي تحتوي على أكثر من 100 ألف كتاب حتى يتمكن الباحثون والطلاب والمثقفون من الوصول إلى مصادر متنوعة.
يسهم بيت الحكمة أيضاً، في تكوين بيئة شاملة تستقطب الأفراد من مختلف الخلفيات والجنسيات للقيام بدوره الوطني والدولي كوجهة عالمية للمثقفين والباحثين المهتمين بالتعلم المستدام والابتكار الفكري.
إن بيت الحكمة ليس مجرد مشروع معماري متميز، بل هو تجسيد حي لرؤية الشارقة عاصمة للمعرفة، يعزز من مكانتها ويضمن استدامة التراث الثقافي والفكري لأجيال قادمة.