“قرَّبوها من وجوهِهم”.. صوت طنين سبق انفجار أجهزة “حزب الله” ضاعف من إصابات فقدان البصر وبتر الأيدي
أكدت مصادر مطلعة على عمليات حزب الله إن الجماعة اللبنانية كانت تستعد لخطر تصعيد عسكري إسرائيلي عندما تلقت ضربة غير متوقعة أصابتها بحالة ارتباك غير مسبوقة استمرت لساعات.
ولفت المصادر الى أن صوت طنين ينبعث من الأجهزة انتباه حامليها قبل انفجارها مما تسبب في فقدان بعضهم البصر أو بتر أيديهم.
وأثار تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي “بيجر” التي يحملها مقاتلو حزب الله ومسعفون وآخرون حالة من الارتباك والذعر في صفوف الجماعة المعروفة بالانضباط العسكري والنظام. فألقى البعض أجهزته في الوقت الذي تردد فيه دوي الانفجارات في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة في بيروت ومناطق أخرى من لبنان فيما دفنها آخرون.
وقال مسؤول في حزب الله إن الجماعة سارعت برفع مستوى استعدادها العسكري بمجرد بدء الهجوم تحسبا لأن يكون بداية هجوم أكبر من إسرائيل، التي زادت تحذيراتها من تصعيد الصراع المحتدم عبر الحدود منذ عام.
ولجأ قادة حزب الله، الذين لا يحملون هذه الأجهزة، إلى شبكة الهواتف الداخلية للجماعة لمعرفة ما يجري. وواجهت أسر أعضاء حزب الله صعوبة في تحديد أماكن ذويهم بينما كان يُنقل الجرحى إلى عشرات المستشفيات.
ووصف مسؤولون في حزب الله الهجوم بأنه أخطر خرق أمني في تاريخ الجماعة التي كونها الحرس الثوري الإيراني عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية بعد غزوها لبنان في ذلك العام.
وقال مصدر مطلع على تفكير حزب الله الأسبوع الماضي إن الجماعة كانت تتوقع زيادة الهجمات الإسرائيلية في لبنان بناء على ما وصفه “بالاستعدادات الإسرائيلية للأسوأ”.
وذكر مصدر آخر مطلع على عمليات حزب الله أن الجماعة دخلت في حالة من الارتباك في اللحظات الأولى من انفجارات “الثلاثاء” قبل أن تمتص “الصدمة الكبيرة غير المتوقعة”.
وأضاف المصدر أن الهجوم لم يصب حزب الله بالشلل. وتوعدت الجماعة بالانتقام.
حراس شخصيون
قال مسؤول في حزب الله إن المئات من مقاتلي الجماعة أصيبوا، وسقط معظمهم في بيروت وليس في القرى الواقعة على الخطوط الأمامية في جنوب لبنان.
وذكر المسؤول أن العديد من المصابين من المسعفين أو إداريين في مؤسسات حزب الله أو أقاربهم الذين تصادف وجودهم في مكان قريب.
وقال مهند حاج علي نائب مدير إدارة الأبحاث في مركز كارنيجي الشرق الأوسط ومقره بيروت “هذا سيف اخترق أحشاء الجماعة”.
وتسبب هذا الهجوم على ما يبدو في توقف مؤقت لهجمات حزب الله عبر الحدود على إسرائيل، قبل أن تُستأنف بعد ظهر اليوم الأربعاء مع إعلان الجماعة أنها أطلقت صواريخ ردا على الهجوم على قرى في جنوب لبنان ودعما لغزة.
وأصيب حراس شخصيون لبعض من كبار قادة حزب الله رغم عدم ورود أنباء عن وقوع إصابات بين القيادات. وقالت مصادر إن الأمين العام حسن نصر الله لم يصب بأذى.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر إن إسرائيل زرعت متفجرات في خمسة آلاف جهاز اتصال لاسلكي استوردها حزب الله. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الانفجارات. وأودت الانفجارات بحياة 12 شخصا.
وصرح وزير الصحة اللبناني بأن عدد المصابين بلغ نحو 2800.
وقال مسؤول لبناني كبير إن حزب الله في موقف صعب لكنه قادر على استيعاب تأثير ما حدث وإن الضربة لم تصبه بالشلل. ورفض المسؤول، الذي ينتمي إلى الجماعة، الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع.