Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

«الضاحية» تلملم جراحها.. ولسان حال اللبنانيين يسأل: «ماذا بعد؟»

تصر إسرائيل على مواصلة تنفيذ عملياتها النوعية ضد «حزب الله»، ما أشر بوضوح إلى أن «الحرب الواسعة» أو «المفتوحة» تقترب، إن لم تكن بدأت فعلاً. ذلك أن الأسبوع الذي بدأ بـ «يوم البايجرز» يوم الثلاثاء الفائت، واستمر بـ «يوم الأجهزة اللاسلكية» يوم الأربعاء الفائت، انتهى باغتيال قيادات في «حزب الله».

ووسط الدمار الكبير، والغبار الكثيف الذي يغطي المشهد ويحجب الرؤية لما هو آتٍ، والنوافذ والأبواب المشرعة على عواصف واحتمالات كثيرة، ونظرات تحتوي الكثير من القلق والترقب، وتطرح تساؤلات عن «ماذا بعد؟»، لا تزال عمليات رفع الأنقاض مستمرة في «الضاحية»، بحثاً عن أمل، أو عن يد مرفوعة تشير إلى الحياة من تحت الركام، إذ تسببت الهجمات بدمار كبير في المباني التي سقطت أرضاً وحصدت أرواح مدنيين. أما حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، بحسب وزارة الصحة، فهي: 31 قتيلاً، بينهم 3 أطفال و7 نساء، بالإضافة إلى 68 جريحاً، عدا عن وجود أشلاء لم يتم التعرف عليها؛ ليرتفع عدد قتلى غارة الضاحية من «حزب الله» إلى 17، بمن فيهم إبراهيم عقيل. كما تم تسجيل سقوط 12 قتيلاً في تفجير «البايجر» و27 قتيلاً في تفجير الأجهزة اللاسلكية.

وبعد اغتيال أول من أمس، خلال الهجوم الثالث الذي نفذته إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء «طوفان الأقصى»، وعمليات «البايجر» والأجهزة اللاسلكية، وقبل ذلك اغتيال فؤاد شكر وغيره، يبدو أن كل الخطوط الحمر «سقطت»، والوضع في أعلى درجات الخطورة، بحسب تأكيد مصادر متابعة، مع إشارتها لـ «البيان» إلى أن إسرائيل قررت تطبيق «خطة الشمال» بالدم وسيلان قواعد الاشتباك وتوسيع الحرب، لكن بالانتقال إلى الاغتيالات، حتى لو طالت المدنيين. وبالتالي، «قفزت» بهذه الخطة فوق كل الأصوات التي انطلقت من فرنسا وأمريكا وبريطانيا وبعض أوروبا مطالبة بالحل الدبلوماسي.

تساؤلات

أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمة من يقول إن أخطار الضربات الإسرائيلية المتلاحقة للحزب تجاوزت كل التوقعات، وشكلت أول إطار حربي من هذا النمط غير المسبوق الذي تتلاحق عبره الضربات على «حزب الله»، الذي مني يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بأسوأ ضربة جماعية استهدفت بنيته منذ تاريخ نشأته، فإذا بالغارة الإسرائيلية، أول من أمس، واغتيال الرجل القوي الآخر، المطلوب أمريكياً وإسرائيلياً، مع مجموعة من قادة «قوة الرضوان»، تمعن في الإضاءة على الانكشاف الأمني والمخابراتي الذي يعاني منه الحزب ويعرضه لضربات لا تتوقف.. وعليه، لم يعد السؤال: ماذا عن اليوم التالي؟ بل بات: من التالي؟

مرحلة «مصيرية».. وسيناريوهان

إلى ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، عن أن الوضع الأمني «دقيق وخطير»، مشيراً إلى أن «لبنان قد يكون في مرحلة مصيرية تتطلب وعياً وتضامناً ويقظة»، في حين أجمعت مصادر سياسية متابعة لـ «البيان» على أن التصعيد الذي شهده لبنان، الأسبوع الفائت، يمكنه تجاوز كل الخطوط والسقوف، ربما يكون هو سقف الحرب، أو هذا شكلها الجديد، وربما تكون العمليات المشهودة تمهيداً لما هو آتٍ. وبحسب المصادر نفسها، وصلت كل الأطراف إلى مرحلة لا يمكن فيها التراجع، بينما يظهر أن إسرائيل تصر على استمرار مواصلة الهجمات التي وصفتها بالنوعية.

وعليه، فإن ثمة سيناريوهين يتردد الكلام عنهما: الأول، أن تقدم إسرائيل على توسيع جغرافيا الاستهدافات ونطاقها، وهو ما سيرفضه «حزب الله». أما السيناريو الثاني، فهو أن يتطور مسار العملية الإسرائيلية، ويكون القرار بأن لبنان قد تحول إلى جبهة أساسية ومفتوحة، وينخرط في عملية عسكرية واسعة، بما فيها اجتياح بري لتطبيق القرار 1701، من خلال إنشاء منطقة عازلة، بناءً على مقترحات القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.

والتمهيد لذلك يكون بزيادة منسوب الضربات والتدمير الممنهج لشريط واسع من قرى الجنوب. مع الإشارة إلى أن الضربات التي تكثفت في الأيام القليلة الماضية تشبه إلى حد بعيد الاستراتيجية ذاتها التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قبل عملية الاجتياح البري وخلالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى