Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

جراح الجابر: دعم الشعوب لتجاوز أزماتها واجب أخلاقي وإنساني

أسامة دياب

رحب نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر بضيوف الكويت في مؤتمر اللمحة العامة للعمل الإنساني لعام 2025 الذي أطلقه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (OCHA) تحت عنوان «تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية».

وذكر في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر أن الهدف من هذه الفعالية تسليط الضوء على التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها عالمنا المعاصر والاستجابة العالمية المطلوبة في العام المقبل، متوجها بالشكر والعرفان إلى منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش على جميع الجهود الأممية الحثيثة لدعم العمل الدولي الإنساني، وعلى التزام الأمين العام بالقيم الإنسانية والتضامن والشراكة، مستذكرا التضحيات الكبيرة التي قدمها الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية عملهم، موضحا أن تضحياتهم الجليلة ستظل مصدر فخر وإلهام لنا جميعا.

وأكد أن الكويت شريك أساسي وداعم للجهود الإنسانية الدولية وتحديدا الجهود الأممية في هذا الإطار، مشيرا إلى أن الديبلوماسية الإنسانية تعد إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الكويتية، موضحا أن دعم الشعوب لتخطي وتجاوز أزماتها واجب أخلاقي وإنساني، وتعهد ملزم في سياق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان في الفترة من 2024-2026.

وتابع: «نحن عازمون على مواصلة تحمل مسؤولياتنا من خلال العمل بشكل مشترك مع جميع الشركاء الإقليمين والدوليين لمعالجة الأزمات الإنسانية والتخفيف من حجم المعاناة التي تواجه الملايين من البشر من جراء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، والتي باتت تهدد أمن واستقرار العديد من دول العالم».

وأضاف: «اللمحة العامة للعمل الإنساني لعام 2025 تظهر حجم التحديات أمام المجتمع الدولي، كما تعد فرصة للارتقاء في العمل الدولي الإنساني من خلال تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما فيها الدول المانحة والدول المتلقية للمساعدات الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع وتطوير الآليات المعمول بها في إيصال المساعدات الإنسانية».

وشدد على أنه لا يمكن تجاهل تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجمهورية اللبنانية نتيجة للعدوان السافر والاعتداءات الممنهجة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي أدت إلى زيادة المعاناة اللإنسانية وفقدان عشرات الآلاف من الأرواح، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال وتشريد مئات الآلاف من المدنيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.

وأشار إلى أن الكويت تجدد تضامنها الكامل مع الأشقاء في فلسطين ولبنان وتدعو المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لإيصال المساعدات بشكل مستدام وآمن وتفعيل الآليات الدولية للمحاسبة على جرائم الحرب وضمان عدم الإفلات من العقاب، مشددا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الإنسانية بما يشمل تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة آثار تغير المناخ وتحقيق العدالة الإنسانية والاستثمار في حلول طويلة الأمد تتسم بالاستدامة والابتكار.

بدورها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نسرين ربيعان إن الكويت شريك استراتيجي للأمم المتحدة وشراكتها تتعدى المساهمات المالية، لافتة إلى أنها المحرك لكثير من المبادرات التي تعزز الدور الإنساني لسد الاحتياجات.

وأضافت: «نحن لا ننسى دور الكويت في الأزمة السورية وكونها محركا للسلام في عدة أزمات»، موضحة «أن سبب تواجدهم في هذا المؤتمر تسليط الضوء على احتياجات 300 مليون شخص في العالم بسبب الصراعات والنزاعات وأزمات المناخ».

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله في كلمة ختامية للمؤتمر نيابة عن نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر: تقع علينا مسؤولية تحويل هذه النقاشات إلى واقع ملموس ينقذ الأرواح ويخفف من معاناتهم، لافتا إلى أن تضامننا ركيزة أساسية للعمل المشترك، مشددا على أهمية المسؤولية المشتركة.

وأضاف أن الكويت خبيرة في مجال المساعدات الإنسانية فهي الدولة الوحيدة التي تمت تسميتها بمركز العمل الإنساني، فالكويت لديها علم ومعرفة بتقديم المساعدات الإنسانية وهدفنا الأول إنقاذ المحتاجين ووصول المساعدات الى مستحقيها. وبشأن دعم الكويت لغزة، قال من أولويات السياسة الخارجية الكويتية خلال هذه الفترة نصرة الإخوة في فلسطين وتأكيد دعم جميع المبادرات الدولية وتسيير المساعدات وضمان عدم استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب ونحن منخرطون في أكثر من جهة للدفع في هذا المسار سواء مع الأشقاء العرب أو شركائنا الدوليين، وهذا ما أكدت عليه قمة مجلس التعاون الأخيرة.

من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية السفير خالد المغامس أن الكويت كانت سباقة في مجال العمل الإنساني وملف الكوارث والأزمات، واصفا جهود الكويت بالديبلوماسية الإنسانية، حيث انها تقوم على تقديم المساعدات للمحتاجين في مختلف دول العالم.

بدورها، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا أنه من المناسب حقا إطلاق اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي هذا تحت شعار الديبلوماسية الإنسانية، حيث إن الكويت ليست فقط من بين أكبر الدول المناحة للمساعدات الدولية فحسب بل إنها وضعت نفسها أيضا في قلب الجهود المبذولة للتوسط من أجل السلام في المنطقة، مستندة إلى القيم الإسلامية التي تدعو إلى الإحسان والتضامن.

بدورها، قالت مساعدة المديرة التنفيذية في إدارة الشراكات والابتكار في برنامج الأغذية العالمي رانيا دقش كامارا «أكثر من 300 مليون شخص يعانون من الجوع والأمر يزداد سوءا مما أنشأ كارثة اقتصادية ونحن نرى أن عدد الدول والأشخاص يزداد يوما بعد يوم، ونطالب بضرورة زيادة الدعم وتعزيز ثقافة التبرع لإنقاذ هؤلاء».

جلسة حوارية لتعزيز ثقافة الدعم والتبرع للمحتاجين

أسامة دياب

ناقش المتحدثون في جلسة حوارية الأوضاع في المنطقة واحتياجات النازحين والمتضررين جراء الحروب والصراعات القائمة، مشيرين إلى أن الاحتياجات كبيرة جدا جراء تزايد النازحين والمتضررين.

وطالبوا بضرورة تعزيز ثقافة الدعم والتبرع للمحتاجين، مشيدين بدور الجمعيات الخيرية ودورها في إنقاذ المحتاجين.

واستعرض مساعد مدير العمليات للمنظمات الدولية بالصندوق الكويتي للتنمية خالد الخالد دور ومساهمات الصندوق الذي يعتبر الذراع الاقتصادية للكويت لمساعدة الدول المحتاجة.

من جهتها، استعرضت د.زينة المهنا ممثلة جمعية أمل اللبنانية الأوضاع في لبنان جراء الاعتداءات الاسرائيلية، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها واستضافته للنازحين السوريين والفلسطينيين والعراقيين، معربة عن شكرها الجزيل للكويت لما تقدمه من دعم للبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى