“دروس” أميركية ورسائل أوروبية لترامب في افتتاح مؤتمر ميونخ
![](https://dailygulfnews.com/wp-content/uploads/2025/02/doc-36xu4l2-1739540547-780x470.jpg)
انطلقت أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الجمعة، وشهدت الجلسة الافتتاحية توجيه رسائل أوروبية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين بدا نائبه جيه دي فانس وكأنه يوجه “دورسا” لأوروبا وطالبها بتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها.
ويشارك أكثر من 800 ضيف في مؤتمر ميونخ الذي يستمر حتى بعد غد الأحد، بينهم قادة ورؤساء حكومات وكبار مديري شركات عالمية، لا سيما شركات الدفاع، بالإضافة إلى أكاديميين وممثلين عن منظمات غير حكومية.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا “لتحقيق سلام عادل ودائم مع ضمانات أمنية قوية”، وتعهدت بالعمل على تسريع انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت إن “مستقبل أوكرانيا مع الأسرة الأوروبية”.
وطالبت فون دير لاين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يثبت أنه “تخلى عن طموحاته بتدمير أوكرانيا”، وجاء ذلك بعد حديث ترامب عن اتفاقه في اتصال مع بوتين على بدء محادثات السلام من أجل أوكرانيا قريبا وتبادل الزيارات الودية. كذلك، أشارت الإدارة الأميركية إلى أنه سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن أراض لصالح روسيا، وأن انضمام كييف إلى الناتو هو أمر “غير عملي”.
وحذرت فون دير لاين من الدخول في “سباق عالمي بحرب الرسوم الجمركية”، في إشارة إلى خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض الرسوم، وأكدت أن استهداف أوروبا بالرسوم “لن يمر مرور الكرام”، وتعهدت بالرد بالمثل.
من جانبه، قال جيه دي فانس إن هناك إمكانية “لتحقيق تسوية معقولة بين أوكرانيا وروسيا”، وأكد أن الإدارة الأميركية لديها الكثير من المخاوف بشأن الأمن الأوروبي، واعتبر أن “توجه الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها العسكري أمر رائع”.
وقدم دي فانس مجموعة من الطلبات لأوروبا تضمنت دعوة لاتخاذ “قرارات صعبة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية” واعتماد “العملية الديمقراطية لحل المشاكل التي تواجهونها” وانتقادا لـ”تراجع حرية التعبير في بعض الدول الأوروبية”، وحث المسؤولين الأوروبيين على وقف الهجرة غير النظامية، وقال إن الناخبين لا يريدون فتح “البوابات” أمام الملايين.
فانس وشتاينماير
وقبل انطلاق المؤتمر، التقى جيه دي فانس الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وقال إنه والرئيس ترامب “على قناعة راسخة بأن أوروبا بالطبع حليف مهم للغاية للولايات المتحدة”، مضيفا أنه من المهم أيضا إدراك أن “على أوروبا أن تضطلع في المستقبل بدور أكبر في أمنها”.
من جانبه، أكد شتاينماير ضرورة فتح فصل جديد في العلاقات الألمانية- الأميركية، وقال “يتعين علينا الاستمرار في تحمل المسؤولية عن أمننا المشترك”.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنائب الرئيس الأميركي في وقت لاحق اليوم، وتخشى الجهات الأوروبية الداعمة لكييف من أن يجبر ترامب أوكرانيا على الدخول في اتفاق سلام سيئ من شأنه أن يقوي الرئيس الروسي قرب حدود أوروبا.
وأفاد ترامب الخميس بأن “شخصيات عالية المستوى” من موسكو وكييف وواشنطن ستجتمع في ميونخ الجمعة، لكن الرئاسة الأوكرانية أشارت إلى أنها لا تتوقع المشاركة في محادثات مع مسؤولين روس، وأوضحت أنه “حاليا، لا يوجد أي أمر مطروح على الطاولة”.
ويبحث مؤتمر ميونخ عددا من القضايا، بينها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر في الشرق الأوسط، والإنفاق الدفاعي، كما يركز على العلاقات بين الغرب والصين، وتوترات التجارة العالمية، والصراعات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأزمات المناخ، والأمن الغذائي والطاقة، والذكاء الاصطناعي وتنظيم التكنولوجيا.
ويشهد المؤتمر نحو 350 جلسة بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي، والحوكمة العالمية، والأمن العالمي، والمرونة الديمقراطية، والمناخ.