دراسة أمريكية تكشف علاقة محتملة بين دواء “مونجارو” وسرطان الثدي

في تطور علمي لافت، كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن دواء “مونجارو” المخصص لعلاج السمنة قد يحمل فائدة غير متوقعة تتمثل في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو ما يعزز الآمال في توظيف هذا الدواء ضمن استراتيجيات أوسع لمكافحة السرطان المرتبط بالسمنة.
الدراسة التي قُدّمت في مؤتمر ENDO 2025، التابع لجمعية الغدد الصماء في سان فرانسيسكو، ركّزت على المادة الفعالة “تيرزيباتيد”، المكون الرئيسي في “مونجارو”، والتي تنتمي إلى فئة منشطات GLP-1. وتُعرف هذه الفئة بقدرتها على تقليل الوزن وتحسين صحة القلب والكلى، لكنها في هذه المرة أظهرت تأثيرًا مثيرًا للانتباه في تقليص حجم أورام سرطان الثدي.
واعتمد الباحثون في تجربتهم على نموذج حيواني شمل 16 فأرًا مصابة بأورام الثدي وتخضع لنظام غذائي عالي الدهون. وعند منتصف أعمارها، قُسمت الفئران إلى مجموعتين: تلقت الأولى جرعات منتظمة من “تيرزيباتيد” كل 48 ساعة، فيما حصلت الثانية على علاج وهمي. والنتيجة كانت لافتة، إذ سجلت الفئران المعالَجة انخفاضًا في الوزن بنسبة تقارب 20%، وهو ما انعكس مباشرة على حجم الأورام التي تقلصت بشكل ملحوظ.
وأكد الباحثون وجود علاقة قوية بين انخفاض نسبة الدهون في الجسم وصغر حجم الأورام، ما يفتح الباب أمام فرضية أن تقليل الدهون – وهي بيئة خصبة لنمو بعض الأورام – يمكن أن يساهم في الحد من تطور السرطان.
ومع ذلك، حذر العلماء من أن الآليات البيولوجية الدقيقة التي تجعل الدواء يبطئ نمو الأورام لا تزال غير مفهومة بالكامل، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات، لا سيما على البشر، لتأكيد النتائج.
الجدير بالذكر أن منشطات GLP-1 قد ارتبطت سابقًا بانخفاض خطر الإصابة بما يصل إلى 14 نوعًا من السرطان المرتبط بالسمنة، وسرطان الثدي على رأسها. كما أن السمنة تُعد عامل خطر رئيسي ليس فقط في الإصابة، بل أيضًا في تكرار الأورام بعد العلاج.
وفي هذا السياق، أشار البروفيسور نيل إينجار، أخصائي الأورام، إلى أن بعض مرضى سرطان الثدي ممن يخضعون للعلاج الهرموني قد يواجهون زيادة في الوزن، ما قد يؤثر على استجابتهم للعلاج، مؤكدًا ضرورة مراعاة هذا الجانب عند تحديد جرعات الأدوية.
وتسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية ربط أبحاث السمنة بعلاج السرطان، وتشير إلى إمكانيات واعدة قد تعيد تشكيل ملامح العلاج والوقاية في المستقبل القريب.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك