أسطول الصمود العالمي يرسو في تونس استعدادا للإبحار نحو غزة

Published On 8/9/2025
|
آخر تحديث: 22:52 (توقيت مكة)
في ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة التونسية، وعلى مقربة من موقع شهد اغتيال القيادي الفلسطيني خليل الوزير “أبو جهاد” رست سفن أسطول الصمود العالمي قبل أن تنطلق الأربعاء باتجاه غزة.
ووصلت نحو 20 سفينة على دفعات من إسبانيا ضمن الأسطول، الذي يضم مشاركين من 44 دولة، تمهيدا للإبحار نحو القطاع المحاصر بهدف إيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
وتجمع مئات النشطاء والصحفيين والمواطنين من مختلف الجنسيات، من بينهم الشابة الفلسطينية جينا (18 عامًا) من جباليا شمال غزة، والتي أصيبت قبل أكثر من عام برصاص الاحتلال ونُقلت للعلاج في تونس حيث استقرت وحصلت على شهادة البكالوريا، وتستعد الآن لمتابعة دراستها الجامعية.
كانت “جينا” من أوائل الوافدين إلى الميناء وقد توشحت بالكوفية الفلسطينية، متنقلة بين الوفود ترصد أخبار الأسطول، مؤكدة سعادتها بالدعم الدولي لفلسطين مع مطالبتها بمزيد من المساندة.
وتزيّنت الحشود في سيدي بوسعيد بالأعلام الفلسطينية، وارتفعت الهتافات والأهازيج فور وصول أولى السفن، مرددة شعارات تطالب بحرية فلسطين.
وحملت أولى السفن الوافدة 12 ناشطا بارزا، بينهم الألمانية ياسمين آجار، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.
وقد دعت تونبرغ، فور وصولها إلى تونس، إلى وقف “الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين، منددة بصمت الحكومات الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

“الشعوب لم تقل كلمتها”
من جانبه، رفع الناشط البرازيلي أفيلا، الذي اعتقل سابقًا لدى قوات الاحتلال، شعارات ضد إسرائيل، واعتبر أن هذا التحرك يمثل “أكبر مهمة إنسانية على الإطلاق”، موجها شكره لتونس على دعمها للقضية الفلسطينية.
أما النائبة الأوروبية ريما حسن فأكدت أن القافلة “ستنجح في كسر الحصار”، مشيرة إلى أن الشعوب “لم تقل كلمتها الأخيرة”.
الناشطة الألمانية ياسمين آجار، التي توشحت بالكوفية الفلسطينية، قالت وسط استقبال حافل من الشباب المشاركين: “لن نتوقف ولن نستسلم، ما نقوم به يدخل في خانة الشجاعة”.
وشهد أسطول الصمود المغاربي استعدادات مكثفة، شملت تدريبات للمشاركين وحملات تبرع استمرت أياما قبل أن يتقرر وقف جمع التبرعات.

وشارك في الفعاليات صحفيون وحقوقيون وفنانون، من بينهم الممثل التونسي محمد مراد، الذي أكد في حديثه للجزيرة نت أن مشاركة الفنانين تعزز تفاعل الشباب مع القضية.
ويعد مراد الممثل الوحيد من الساحة الفنية التونسية الذي يسجل مشاركته في أسطول الصمود المغاربي.

60 سفينة نحو غزة
من جهته، قال عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي، وائل نوار، إن الإبحار نحو غزة سيكون الأربعاء بعد استكمال التجهيزات، بمشاركة نحو 60 سفينة وأكثر من ألف ناشط من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح أن الرحلة ستستغرق 8 أيام دون توقف، وتشهد التقاء الأسطولين الإسباني والإيطالي في عرض البحر قبل التوجه مباشرة إلى غزة.
وأشار نوار إلى أن تأخير انطلاق الأسطول نحو غزة كان بسبب إشكالات تقنية وصيانة عدد من السفن الإسبانية.
وانطلق الأسطول من إسبانيا نهاية أغسطس/آب بنحو 20 سفينة، ويُعد أكبر تحرك دولي من نوعه لكسر الحصار عن غزة، بمشاركة جنسيات متعددة ومنظمات دولية أبرزها “ائتلاف أسطول الحرية” و”الحراك العالمي إلى غزة” و”أسطول الصمود المغاربي” و”صمود نوسانتارا” من شرق آسيا.
ويُعتبر هذا الأسطول الأوسع تأثيرا من حيث عدد السفن والمشاركين، وسط ترقب عالمي لما قد يواجهه من صعوبات واعتراضات إسرائيلية.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إطباق حصاره الكامل على قطاع غزة مع منع دخول المساعدات الإنسانية، في حرب إبادة خلّفت 64 ألفا و522 شهيدا و163 ألفا و96 جريحا وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.