دمشق تتهم مجموعات “خارجة عن القانون” بخرق الهدنة في السويداء

أعلنت مصادر أمنية سورية، مساء الثلاثاء، عن تعرض نقاط أمنية في محافظة السويداء جنوب البلاد لهجوم من قبل فصائل مسلحة، واصفة إياه بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في المنطقة. وقد استهدفت المجموعات المسلحة، وفقا للمصدر الأمني، مواقع تل حديد وتل أقرع بريف السويداء بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
وتشهد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، توترا أمنيا منذ فترة، حيث وقعت اشتباكات مسلحة في يوليو/تموز الماضي بين مجموعات درزية وأخرى من العشائر البدوية، مما أسفر عن وقوع مئات الضحايا بين قتلى وجرحى، حسب ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وقد سعت الحكومة السورية إلى احتواء الأوضاع من خلال إعلان اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار، إلا أن ثلاثة من هذه الاتفاقات لم يستمر.
خرق اتفاق وقف إطلاق النار
تعتبر محافظة السويداء منطقة حساسة أمنيا، حيث أدت الاشتباكات المسلحة في الماضي إلى توترات أمنية كبيرة. وقد سعت دمشق إلى احتواء الوضع من خلال إعلان خريطة طريق في سبتمبر/أيلول الماضي بدعم من الولايات المتحدة والأردن، تركز على محاسبة المتورطين في الاعتداء على المدنيين. وفي إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار، أكدت المصادر الأمنية السورية أن الهجوم الأخير يمثل خرقا خطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار.
ومع ذلك، يظل الوضع في محافظة السويداء غير مستقر، حيث تتواصل التوترات بين المجموعات الدرزية والعشائر البدوية. وقد حذرت الحكومة السورية من مغبة استمرار هذه الخروقات، مؤكدة على ضرورة الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
جهود تحقيق المصالحة
في إطار جهود تحقيق المصالحة في محافظة السويداء، أعلنت الحكومة السورية عن خطوات تهدف إلى محاسبة المتورطين في الاشتباكات المسلحة. وقد أكدت دمشق على أهمية تنفيذ بنود خريطة الطريق التي تم الإعلان عنها في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي تتضمن محاسبة كل من تورط في الاعتداء على المدنيين.
دور الولايات المتحدة والأردن
تلعب الولايات المتحدة والأردن دورا مهما في دعم جهود تحقيق المصالحة في محافظة السويداء. وقد ساهمت الدولتان في دعم خريطة الطريق التي أعلنتها دمشق، مما يعكس التزامها بتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ومع استمرار الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة، يبقى الوضع في محافظة السويداء رهنا بتنفيذ الاتفاقات المبرمة ووقف الخروقات الأمنية. وفي ظل هذه التطورات، تظل المتابعة الدقيقة للأحداث ضرورية لفهم التوجهات المستقبلية للوضع الأمني في المنطقة.
وفي الختام، ينتظر أن تستمر الجهود الدولية والإقليمية لدعم عملية المصالحة في محافظة السويداء، مع التركيز على تنفيذ الاتفاقات الأمنية ومحاسبة المتورطين في الخروقات. ومع استمرار التحديات، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الجهود الحالية ستكون كافية لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.





